كورونا والفقراء!
صار الجميع يعلم الآن أن فيروس كورونا المستجد لا يفرق بين كبير وصغير، حاكم ومحكوم، غنى وفقير.. غير أن هذا الفيروس سريع الانتشار أكثر وطأة على الفقراء..
فهو لا يصيب أجسادهم فقط مثل غيرهم من الأغنياء، وإنما يصيب أيضا قدراتهم على الاستمرار أحياء، هم وأسرهم التى يقومون بإعالتها.. أي يقتلهم ويقتل أسرهم حتى ولم يخترق أجسادهم مثل غيرهم..
لقد فقد ملايين الأشخاص فى العالم أعمالهم، أي مصدر الدخل الوحيد لديهم الذى كانوا به يوفرون بالكاد الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية والضرورية من الغذاء والمسكن والكساء وبقية الخدمات الأخرى، وذلك بسبب ذلك الإغلاق الاقتصادى الجزئى الذى اضطرت له كل بلد هددها ذلك الفيروس، فى ظل عدم التوصل إلى علاج أو مصل له حتى الآن..
اقرأ أيضا: الفقراء والطقس السيئ !
وحتى بعد السيطرة على الفيروس وانقشاع الوباء، لن يتم التخلص سريعا من تداعياته الاقتصادية التى أوصلت الاقتصاد العالمى إلى الدخول فى مرحلة ركود، طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولى.
وفقراء مصر مثل غيرهم من فقراء العالم بدءوا يعانون من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، نتيجة ما اتخذناه من إجراءات خفضت النشاط الاقتصادى لمواجهة هذا الوباء، وبسبب تأثرنا بما لحق بالاقتصاد العالمى..
اقرأ أيضا: أنا والسرطان!
حيث تراجعت حركة التجارة الدولية، وتوقفت حركة السفر والسياحة والطيران، وتضررت حركة الاستثمار.. إننى أعكف منذ بداية العام على إعداد كتاب عن مكافحة الفقر فى مصر، وقد وجدت لزاما على أن أضيف فصلا اختتم به الكتاب عن مصاعب تلك المكافحة فى زمن كورونا. إن لدينا، طبقا لجهاز التعبئة والإحصاء، نسبة 32،5 فى المائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر.. لكننا ليس لدينا قاعدة بيانات لهؤلاء الفقراء إلا لنحو ثلث هؤلاء الفقراء..
اقرأ أيضا: 2020 .. التحديات الأهم لمصر
لذلك سوف نحتاج لجهد ضروري للوصول إلى الفقراء الذين لا نعرفهم لتقديم المساعدة لهم فى هذه الظروف العصيبة.. وهذا دور لا تستطيع الحكومة أن تقوم به وحدها، وإنما يتعين أن يشاركها فيه مجتمع مدنى نشط ورجال أعمال يدركون مسئوليتهم الاجتماعية.