الفقراء والطقس السيئ !
إستعدت الحكومة مبكرا لحماية المواطنين من موجة الطقس السيئ التى ضربت البلاد منذ فجر اليوم الخميس، ومن المتوقع أن تمتد إلى الغد الجمعة.. فهى أعلنت حالة الطوارىء فى كل المرافق المهمة.. كهرباء، مياه شرب وصرف صحى، ونقل، وصحة وغيرها..
ومنحت الموظفين والعاملين لديها وفى القطاعين العام والخاص إجازة، وذلك بعد أن عطلت الدراسة فى المدارس والجامعات، وقبلها كانت قد أوقفت الأنشطة ذات الطابع الجماهيرى، بسبب فيروس كورونا..
اقرأ ايضا:جهل جرئ
وتم إغلاق عدد من الطرق بسبب العواصف الترابية، وقطع التيار الكهربائى عن المناطق التى تعرضت لأمطار وعواصف رعدية حماية لأرواح المواطنين المقيمين فيها.. كما حذرت الحكومة الناس من الخروج اليوم إلا فى حالة الضرورة فقط..
ولكن بجانب ذلك كله وهو أمر تشكر الحكومة عليه بالطبع، علينا أن نتذكر أن فى بلدنا فقراء لا ينعمون بمنازل لها أسقف تحميهم لا من العواصف ولا الأمطار، وهؤلاء يواجهون اليوم موجة الطقس السيئ بلا حماية، مثلما واجهوا أمس موجات مشابهة لها من الطقس السيئ..
اقرأ ايضا: 2020 .. التحديات الأهم لمصر
وهؤلاء طبقا لآخر بحث عن الدخل والإنفاق والإستهلاك أعده جهاز التعبئة والإحصاء يبلغ عددهم بما لا يقل عن ستة ملايين مواطن، يعانون من الفقر المدقع.. أى لا يجدون ما يكفيهم من الغذاء لاستمرار حياتهم، ويفتقدون بقية الإحتياجات الأخرى من مسكّن وملبس ومياه نظيفة للشرب، وخدمات الصرف الصحى والعلاج والتعليم.
نعم، هناك جهود تبذل حكومية واُخرى للمجتمع المدنى لمواجهة الفقر ومساعدة هؤلاء الفقراء، ومعهم بقية من يعيشون تحت خط الفقر.. لكن هذه الجهود لم تشمل كل هؤلاء الفقراء.. لذلك نحن نحتاج لمراجعة خططنا وبرامجنا ومبادراتنا الخاصة بمواجهة الفقر، ومساعدة الفقراء..
اقرأ ايضا: بداية ساخنة للعام الجديد
للتعجيل بها حتى نختصر الوقت فى تحقيق هدف إنهاء الفقر المدقع فى البلاد فى ٢٠٣٠، لنتمكن من انجازه قبل هذا الموعد.. ولنتذكر إن موجة الطقس السيئ التى نتعرض لها الأن قابلة للتكرار مستقبلا أيضا فى ظل التغير الذى أصاب مناخ العالم، وليس بلدنا وحدها.