حكم الشرع فى الخادمة غير الأمينة
عندى خادمة ماهرة، ولكنها تنقل أسرارنا إلى أهلها وإلى الجيران، فهل لو طردتها أكون آثمة خاصة وإننى اعلم إننى سأسئل عنها يوم القيامة؟
ورد هذا السؤال فى الجزء السادس من موسوعة "أحسن الكلام فى الفتاوى والاحكام" لفضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الاسبق للجنة الإفتاء بالازهر الشريف وأجاب فضيلته بالآتى:
إذا كان الإسلام قد أوصى بالرحمة بالخدم بمثل قوله صلى الله عليه و سلم "هم إخوانكم وخَوَلكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"، رواه البخارى ومسلم، فإنه قد أوجب على الخدم أن يكونوا أمناء، لعموم قوله تعالى فى حكاية عن بنت شعيب وسيدنا موسى: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين} القصص: 26 .
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى نفقة المتعة
والأمانة المطلوبة من الخادم أبرز ميادينها ثلاثة: المال والعرض والسر. وبخصوص السر-بحكم وضعه وتمكنه من الاطلاع على الأمور الخفية- روى مسلم عن ثابت عن أنس قال: {أتى على رسول الله صلى الله عليه و سلم. وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا، فبعثنى فى حاجته، فأبطأت على أمى، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ فقلت : بعثنى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدا. قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا لحدثتك به يا ثابت}، وروى البخارى بعضه.
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى صلاة المرأة فى بيتها
وفى إرشاد أم أنس له بألا يفشى سر رسول الله صلى الله عليه و سلم توجيه لأولياء الخادم فى عدم الإلحاح عليه أن يخبرهم بما يحدث له، أو ينقل أخبار مخدومه، كما أن موقف أنس فيه صلابة فى حفظ السر يجب أن تحتذى، حتى لو كان إفشاؤه لأعز الناس عنده وألصقهم به. والخادم الذى يفشى أسرار البيوت خائن، لا حرمة فى الإستغناء عنه، إتقاء لضرره، ولعل طرده يكون عبرة له ليتوب عن هذا الفعل، وعظة لغيره أن يلتزم بأدب المحافظة على الأسرار.