جهل جريء!
زمان قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى كان من يردد معلومة غير صحيحة يخجل من ذلك عندما يكتشف الأمر ويفتضح أمره.. لكن اليوم ينبري البعض إلى ترويج معلومات مغلوطة بجرأة غير منقطعة النظير، ولا يخجل أو يرمش له جفن!
بل إن من بين هؤلاء من يصر على معلوماته المغلوطة، ولا يحاول أن يراجع نفسه أو يتراجع عندما ينبهه أحد إلى عدم صحة معلوماته، أو يصوب له أخطاءه ويصحح له تلك المعلومات! نعم هناك من يقومون بشكل ممنهج ومخطط بترويج المعلومات غير الصحيحة والأكاذيب، في إطار عمليات التآمر التي تستهدف تقويض كيانات الدول الوطنية.. لكن هذا عمل تقوم به تنظيمات وأجهزة مخابرات، لكن ما أعنيه هنا هو ما يقوم به أفراد بشكل يومى الآن على مواقع التواصل الاجتماعى، وكأنهم أدمنوا تداول المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، ولا يحاولون مراجعة أنفسهم.
اقرأ ايضا: ابن نكتة !
وأعتقد أن سبب ذلك مزدوج.. من ناحية أن هؤلاء مغرمون بالظهور بمظهر العليم ببواطن الأمور ومعرفة كل شىء، أي يتقمصون شخصية أبو العريف الذي يعلم الكثير عن أي شىء ليستعرض عضلاته المعرفية على غيره، وهؤلاء كانوا يجدون في المقاهي سابقا ميدانا لهذا الاستعراض المعرفى، رغم أنه استعراض للجهل وبجرأة غريبة، وهم الآن وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعى ميدانا جديدا يقولون ويجولون فيه، ومن ناحية أخرى هؤلاء يتمادون في ترويج الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، لأنهم يجدون من يستمع وينصت لهم، لأنهم لم يجدوا غيرهم يقدمون لهم في الوقت المناسب المعلومات الصحيحة والسليمة..
اقرأ أيضا: الصناعة أولا!
وهنا تبرز أهميةَ دور الإعلام المحترف والمهنى، فهو القادر على أن يقدم وحده المعلومات الصحيحة للناس ودون تأخير.. ولذلك لن نتخلص من مروجى المعلومات المغلوطة، سواء كانوا من صنف أبو العريف أو كانوا من المتآمرين علينا إلا بتقوية إعلامنا والنهوض به.