وجه إثيوبيا القبيح!
لم يجمع المصريون على رأى واحد، حيال قضية محددة مثل إجماعهم على مساندة دولتهم في اتخاذ قرارات صعبة تحمى حقوقهم المشروعة في مياه النيل، فعندما يتعلق الأمر بقضية تتعلق بالأمن القومى المصرى، يلتف الجميع حول القيادة، لا فرق بين مؤيد ومعارض، الجميع في مركب واحد.. إما أن يصل بهم إلى بر الأمان أو الغرق لا قدر الله.
المصريون لا يضغطون على قياداتهم، لاتخاذ القرار الذي يرضيهم، إنما يتركون أمر القرار إلى من يمتلكون المعلومات الكافية.. ويدركون كلفة أي قرار يتم اتخاذه، ولكنهم يعلنون بملء الصوت أنهم على استعداد لتقبل أي قرارات يتخذونه مهما كانت كلفته، فلم يعد لدى المصريين مزيد من الصبر، أمام التلاعب الإثيوبى الذي تجاوز كل الحدود.
اقرأ أيضا: عندما يتكلم.. البابا!
تسع سنوات من خداع لا يتوقف، وتصريحات متضاربة من كبار المسئولين الإثيوبيين، ما بين "إن مصر لن تفقد كوب ماء من حصتها"، وبين "السد سدنا.. والنهر نهرنا.. وليس لنا شركاء"، ولم تكتف إثيوبيا بالتصريحات المستفزة، إنما استمرت في بناء السد حتى قارب على الاكتمال، دون مراعاة لحقوق الآخرين..
وإذا كانت إثيوبيا تعتبر النهر ملكية خاصة بها، فلماذا استمرت في المفاوضات طوال السنوات الماضية، وكانت آخرها التي عقدت في أمريكا تحت رعاية الرئيس الأمريكى وبمشاركة البنك الدولى.
اقرأ أيضا: صحفيون ورقباء!
البيانات التي صدرت عن تلك الاجتماعات تشير إلى أن إثيوبيا وافقت على 90%من المسائل المطروحة، فما الذي جرى لكى تنسحب من التوقيع.. وتتنكر لما أعلنت موافقتها عليه أمام الرعاة الذين أشرفوا على المفاوضات؟ هل استفاق الإثيوبيون فجأة من غيبوبة طويلة، وقرروا أن يسدوا الطريق أمام الجهود التفاوضية؟.
اقرأ أيضا: ليست مكافأة عن نهاية الخدمة!
الحقيقة أن إثيوبيا كانت تريد كالعادة استهلاك الوقت حتى يتم بناء السد.. وفوجئت بموقف مصرى صلب بأنه لا مجال للتسويف.. فاضطرت لأن تكشف عن وجهها القبيح، أما موقف السودان فيتطلب وقفة أخرى.