رئيس التحرير
عصام كامل

ليست مكافأة عن نهاية الخدمة!


عقب وزير التنمية المحلية على حركة المحافظين الأخيرة، بقوله: "تم اختيارهم بناء على السمعة الحسنة، والأخلاق الحميدة، وإنجازاتهم في وظائفهم السابقة". ولا خلاف على أن الشروط التي ذكرها الوزير لاختيار المحافظين شديدة الأهمية، ومن المفترض أن تطبق على كل من يترشح لتولى منصب في الدولة.. لا المحافظين وحدهم.


أما المحافظون فيضاف إليهم مواصفات أخرى، لا تتوفر بالضرورة مع العديد من الذين يتميزون بحسن السير والسلوك. يجب أن يراعى قدرة المرشح لتولى منصب المحافظ على القيادة، وسرعة اتخاذ القرار، وليس انتظار الأوامر التي يتلقاها من الحكومة المركزية، وأن يمتلك المرشح قدرات خاصة تمكنه من التواصل مع المواطنين من أبناء محافظته، وأن يشعر بأوجاعهم و"يحس" بمعاناتهم، ويسعى للتخفيف منها.

لا غنى للمرشح للمنصب عن أن تكون لديه رؤية سياسية، ليست بالضرورة حزبية، تساعده على تفهم أوضاع محافظته، ووضع السياسات المناسبة لتطويرها وفق أهداف مرحلية محددة لا تتعارض مع إستراتيجية الدولة.

نجاح المرشح للمنصب يتوقف على مدى إقناع مواطنى المحافظة، بأنه أقرب إليهم من أية جهة معاونة قد تحجب عنه معاناة الناس وهمومهم. إقناعهم بأنه لا يعيش في برج عاجى، بعيدا عن معاناتهم وطموحاتهم، وآلامهم، وآمالهم، وأنه لا يتكلف ذلك وإنما يعبر عنه بصدق وعفوية.

إن أول طريق نحو فشل المحافظ أن يقع في أسر "شلة" من العاملين معه، يسعون لعزله عن الناس وإبعاده عن التواصل معهم.

لن ينجح المحافظ في أداء رسالته، ما لم يلم بالقوانين التي تحدد مسئولياته، حتى يستطيع قيادة العاملين معه من الذين يحفظون تلك القوانين، ويستغلون جهل المحافظ بها في توجيهه إلى الوجهة التي يريدونها.

والأهم، الأهم، أن يدرك المحافظ أن تكليفه بالمنصب ليس مكافأة على نهاية الخدمات التي قدمها في عمله السابق، وأظن أن تلك قناعة عدد كبير من الذين تولوا هذا المنصب، واستكانوا إلى الجمود.. وغادروا محافظاتهم دون أن يتركوا أي إنجاز يذكر مواطنى المحافظة بهم.
الجريدة الرسمية