استدعاء الرموز القديمة خطر!
في كل بلاد الدنيا، منذ ظهور الدولة الوطنية، كل مرحلة سياسية تمر بها البلاد لها رموزها.. ففى الولايات المتحدة كل رئيس جديد يغير شاغرة الوظائف الحكومية الكبيرة، ابتداء من وزير الخارجية ورئيس المخابرات المركزية، مرورا برئيس بنك الاحتياط الامريكى (البنك المركزى)، وانتهاء بالسفراء الأمريكيين في الخارج ورئيس البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة..
وقد شاهدنا ترامب يفعل ذلك بعد أن دخل البيت الأبيض.. بل إننا شاهدنا الحزب المنافس له ولحزبه، وهو الحزب الديمقراطي يتخير شخصيات جديدة لمواجهته خاصة في الانتخابات المقبلة، ولذلك هو يراهن على بايدن وليس على هيلارى كلينتون منافسته السابقة لهزيمة ترامب في هذه الانتخابات..
اقرأ ايضا: جهل جرىء!
لكن النقيض تماما يحدث عندنا.. نحن نحافظ على الرموز السياسية القديمة ولا نفرط فيها، بل ونستدعيها لتقوم بذات الدور الذي كانت تقوم به من قبل في الماضى، رغم تغير الظروف، واختلاف طبيعة المرحلة السياسية الراهنة عما سبقها من مراحل سابقة..
وبذلك نعطى رسالة بأننا نتمسك بالماضى ونريد استرجاع أيامه ولياليه، رغم أننا كنّا لا نتوقف من قبل عن الشكوى من مرارة هذه الأيام والليالي وانتفضنا نطالب بتغيير الأوضاع وتحسين الأحوال!
اقرأ ايضا: إعلام محترف
وإذا كان بين هذه الرموز السياسية من لا يدرك أن اليوم يختلف عن الأمس وأن الظروف والأوضاع السياسية قد تغيرت، فإنه يتعين على من يعيد فتح الأبواب التي كانت مغلقة أمام هذه الرموز أن يتوقف عن ذلك، لأنه بذلك يقوم بالإساءة إلى الإدارة الحالية للبلاد ويحملها وزر أخطاء وخطايا ليست مسئولة عنها، بل كانت تحذر منها من قبل وطالبت بمواجهتها وإصلاحها!..
اقرأ ايضا: الإعلام ووزيره
ثم إن بعض هذه الرموز السياسية القديمة التي عادت إلى الأضواء مجددا كان لها مواقف ممالئة للإخوان حينما أمسكوا بالحكم في البلاد، وهو ما يشى بأنهم مستعدون للتعاون مع أي حكم.. فهل هؤلاء هم الذين نحتاجهم لتصدر الصفوف، ونحن نواجه من يستهدفون تقويض كيان دولتنا الوطنية؟!