من سي عبده لـ شاكوش
وأخيرا نجحت في إصلاح آلة الزمن، التي كنت قد اشتريتها من سوق الجمعة على اعتبار أنها خردة، إذ تمكنت بفضل الله من شراء قطع الغيار المطلوبة من محل عم عبدالموجود بشارع العشرين - فيصل، ثم استبدلتها بالأجزاء التالفة..
وهكذا أصبحت الآلة جاهزة للعمل، لكنني كنت في حيرة من أمري، فلم أكن أدري إلى أي عصر أو زمن أذهب، فقررت أن أتجول في الزمن بشكل عشوائي، وإليكم بعض مما سمعت على ألسنة الناس في بر مصر المحروسة..
1870: الغنا خسر يا باشا، فيه شاب متهور اسمه عبده الحامولي، الموشح مابياخدش معاه 3 ساعات على بعض..
اقرأ أيضا: سيما أونطة
1915: الله يرحم أيام سي عبده، اليومين دول فيه بت لونة كده اسمها منيرة المهدية، بتسلق الدور في ساعتين ساعتين إلا ربع..
1935: الله يرحمك يا ست منيرة، شوف يا سيدي أم كلثوم.. آنسة من بتوع اليومين دول، متسرعة وبتدلق الطقطوقة في ساعة وربع..
1950: كله كوم والجدع اللي اسمه محمد فوزي ده كوم تاني.. الواد مستعجل مش عارف على إيه، تصور يا أخي الكوبليه الواحد مبيعدوش تلت أربع مرات على بعض!
1955: سمعتوا يا اخونا اللي اسمه ايه ده.. آه عبدالحليم حافظ؟ الفن انتحر يا حضرات، الأفندي بيقولك «اسبقني يا قلبي اسبقني».. ده إيه «الأفورة» دي!!
اقرأ أيضا: رويا تؤلف أحلامها
1965: فيه ولد اسمه محمد رشدي طالع في المقدر جديد.. عامل أغنية اسمها «عدوية».. يا لهوي، حاجة كده بتاعة تلت ساعة وفي الآخر يقولك أغنية..
1977: حد فيكم سمع الأخ اللي اسمه هاني شاكر.. المطرب الجديد ده.. قال إيه بيقولك «كده برضه يا قمر؟».. وهو ده غنا ده!
1982: يا نهار أسود.. علي الحجار ابن امبارح عايز يبوظ عيالنا، بيغني «ولد وبنت كل الجنينة ولد وبنت.. يا حب حاسب ده هنا وردة ولد ووردة بنت».. تخاريف وانحلال..
1985: الشاب اللي اسمه عمرو دياب.. إمبارح سمعتله أغنية في التلفزيون.. الواد عمال يتنطط على المسرح ومفيش أي احترام للفن..
اقرأ أيضا: أمى كاذبة
1992: بفتح التلفزيون لقيتلك والعياذ بالله جدع بقميص فسكوز وبنطلون محزق، ونازل سرسعة قال يعني بيغني.. وهاتك بقى «مراسيل مراسيل.. نقول لسه.. والحلوة عيونه مش حاسة».. ربنا يلطف بينا
2004: شفت.. واد وبت قالبينها مسخرة يقولها: «لو خايفة أضمك تلاقي الحنان».. ترد عليه تقوله: «حبيتك وفي بعدك قلبي معاك».. مين دول؟ تامر وشيرين يا سيدي..
2013: فين أيام مصطفى قمر لما كانت الأغنية بتقعد دققتين تلاتة.. على «يوتيوب» كليب كله رزع وتخبيط لعيلين عمالين يتنططوا وأساميهم غريبة.. أوطة وكاريكا.. ولا باين أوكا وأورتيجا.. أنا بقول يلغوا الغنا أحسن..
اقرأ أيضا: الأرنب الطيب
2018: والله زمان يا أوكا والله زمان يا أورتيجا.. بقى بعد الطرب المهرجانات الأصيلة دي نسمع حمو بيكا وعايم في بحر الغدر.. اسفوخس.
2020: فين أيام «عايم في بحر الغدر»، شفت اللي اسمه إيه ده «شاكوكش»، اللي بيقولك «عود البطل ملفوف».. رايحة بينا على فين يا مصر!!