الأرنب الطيب
إذا كنت من الغلابة مثلي، فمؤكدا أنك يومًا، أو بعض يوم، ركبت واحدة من وسائل التوصيل الاجتماعي (ميني باص أو قطار أو أتوبيس)، فهذه «المواصلات» تعج بالكثير من الباعة الذين يلقون على حجرك بواكي النعناع وإبر الحياكة وحافظة البطاقة وجلدة البتوجاز وحاجات ومحتاجات..
وهناك نوع آخر من الباعة يلقون إلى حجركم الكريم كتيبات من نوع «تعلم الإنجليزية في أسبوع بدون معلم»، ومثله كتيبات أخرى عن تعلم الروسية والفرنسية والإسبانية والإيطالية.. إلى آخر اللغات..
لكننا اليوم في حاجة لكتيبات أخرى..
كتيبات تساعدنا في أن نغير من أنفسنا وطباعنا بما يتماشى وطبيعة المرحلة الحالية والقادمة بحول الله وعونه.. ربما تقول إن القرآة لا تدفع البشر لتغيير صفاتهم وطباعهم بهذه السهولة، لكنني أؤكد لك وبكل ثقة أننا يا شقيق نعيش زمن فيه «كل شيء جائز.. حتى زواج الشباب من العجائز».
على كل حال، ترى ما هو الكتاب الذي يجب أن يوزع علينا في الأتوبيسات والقطارات؟ بديلا عن كتب تعليم اللغات التي تكتب «listen» بالعربية (ليستين)..
دون جدال أعتقد أنه سيكون كتاب بعنوان «كيف تصبح أرنبًا في 3 أيام بدون معلم؟»، فنحن في حاجة ماسة (24 قيراط) لمن يعلمنا كيف نرضخ (وليس نرضع)..
ربما تسأل: ولماذا الأرنب بالذات؟
أجيبك أنا يا صديقي..
الأرنب مثال للرضوخ والاستسلام.. انظر إليه أمام محال الفرارجية الذين يضعون الأرانب من طلعة النهار حتى مغيب الشمس، فلا يتحرك أحدهم ولا يفكر حتى في الهروب من مصيره المحتوم رغم أنه حر طليق ليس من حوله قضبان ولا قفص، ولا في قدمه حبل يشده إلى شيء!
وليس للأرنب من نشاط سوى الخلفة عمال على بطال، وفي هذا ليس عليه من حرج، فأرض الله واسعة وليس هناك أكثر من البرسيم..
عزيزي المواطن الصالح لمدة عام من تاريخ الإنتاج كن أرنبًا وشاهد ما يجري حولك من سكات، وعش في هدوء وسؤدد، وانجب كما تشاء انتظارًا ليوم فيه تُذبح..