رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة مكتملة الأركان!

الفن إن لم يغير الواقع السييء إلى الأفضل فلا يصح أن ننظر إليه باعتباره فناً على الإطلاق بل هو جريمة مكتملة الأركان وانحدار يستهدف ضرب الدولة في أعز ما تملك؛ شبابها وثروتها البشرية، وأطفالها الذين هم عدة المستقبل وقادته الذين سوف يتحملون مسئولية وطن ويحددون مصير أمة.

 

وإذا كان الرئيس السيسي حذر من مغبة مخططات إسقاط الدولة وإفشالها فإنه يتعين على جميع أجهزة الدولة المعنية والمجتمع كله دعم الفن الراقي والتصدي للهابط بكل صوره؛ ذلك أن الأخير لو تُرك بلا ضابط ولا رابط فإنه سيكون معول هدم للوطن ووحدته وجيشه وشرطته ومؤسساته الدينية ورموزه الوطنية.

 

إقرأ ايضا: ليس حالة مستعصية.. ولكن!

 

بعض أغاني المهرجانات أكبر دليل على ما وصل إليه الفن من انحطاط يوجب ضرورة الإسراع باحتواء آثاره ليس بالمنع بل بتصويب المسار وإنتاج ما هو أكثر قبولا وإصلاحاً للذائقة الفنية لشبابنا بلحن جيد وكلمات راقية مهذبة وهو ما يجب أن يدركه نقيب الموسيقيين ويبادر بإصلاحه.

 

ومن أكثر العبارات التي قيلت عن أهمية الفن أن الأخير مرآة تعكس الطبيعة، وهو قبل كل شيء عنوان غنى النفس واتصالها الوثيق بالكون والحياة .

 

إقرأ ايضا: أخطاء الإعلام والصحافة!

 

الفن وحده ينقذنا من الجنون. الاختلاف أدب والتعبير عنه فن. الاستقامة والأخلاق نوع من الفن. إذا أراد الفن أن يكون أصيلاً فلابد أن يكون مفهوماً ممن يخاطبهم. فالفن غايته الجمال، ووسيلته الشعور وأداته الذوق. أما العلم فغايته الحقيقة، ووسيلته الفكر، وأداته المنطق.

 

ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما تأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء والكيمياء والمال. الفن لابد أن يكون للجميع؛ الجاهل والمتعلم على السواء.. والفن الهادف في رأيي هو الأسرع نفاذا لذاكرة الشعوب والأكثر قدرة على بناء الذوق السليم والحس الراقي والإحساس الصادق المتصالح مع الحياة.. فهل أدركنا خطورة الفن في حياة الشعوب؟!          

 

الجريدة الرسمية