هل جريمة النصب تنهي خدمة الموظف العام؟
إنقضاء الدعوي الجنائية بالتصالح في جنحة نصب لا ينفي إرتكاب الموظف العام لواقعة النصب المشينة، والتي تعد خروجا جسيما وإخلالا بواجبات وظيفتة وتفقده شرط حسن السمعة الواجب توافرها به أثناء التعيين، ويلازمة حتي انقضاء الرابطة الوظيفية.
يجب إنهاء خدمة العامل الذي يُحكم عليه بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة بالشرف والأمانة كأثر من آثار الحكم الجنائي، إلا إذا كان الحكم مع وقف التنفيذ، فإن الأمر جوازي لجهة الإدارة فى ضوء ظروف الواقعة، ومقتضيات الوظيفة وطبيعة العمل الذي يقوم به العامل، أو كان الحكم فى جريمة غير مخلة بالشرف والأمانة، وكان لأول مرة، فإن ذلك أيضاً متروك الأمر فيه لجهة الإدارة فى ضوء ظروف كل حالة على حدة وأثرها على وظيفته.
رئيس هيئة قضائية يخدش رونق قضاء مجلس الدولة!
ونعلم أن حسن السمعة لا يخرج عن كونه مجموعة من الصفات والخصائص التي يتحلى بها الموظف العام، فتكسبه الثقة والاحترام بين الناس، وتجنبه قالة السوء أو ما يمس الخلق، ومن ثم فهي لصيقة بشخصه ومتعلقة بسيرته.
وهي من المبادئ السامية والمثل العليا التي تواضع الناس على إجلالها وإعزازها في ضوء ما تفرضه قواعد الدين ومبادئ الأخلاق والقانون السائدة في المجتمع، وأن القانون لم يورد تعريفا جامعًا مانعًا لشرط حسن السمعة ومحمود السيرة، أو يحدد أسبابا لفقدان حسن السمعة، قاصدا بذلك أن يكون في مجال التقدير، والنظرة إلى هذا الشأن من المرونة بحيث تساير تطورات المجتمع، وأن تكون هي تلك التي ينظر إليها المجتمع على أنها كذلك.
حكاية القائم بالأعمال مع التعليم الخاص بالقاهرة
ولا ينال من ذلك القول أن جنحة النصب صدر بشأنها حكم استئنافي بإنقضاء الدعوى الجنائية بالتصالح، لأن ذلك مردود عليه أن الحكم بانقضاء الدعوى بالتصالح لا ينفي إرتكاب الواقعة المشينة، والتي تعد خروجاً جسيماً وإخلالاً بواجبات وظيفته وتفقده شرط حسن السمعة الواجب توافره به أثناء التعيين، ويلازمه حتى إنقضاء الرابطة الوظيفية.
و هناك حالة من حالات التصالح محل نظر، وهي التى يبادر فيها المتهم للتصالح لأنه الطريق الآيسر فى التقاضى، خوفا من وقوعه قيد تنفيذ الحكم، ولو ليلة واحدة، وكذلك تشويه سمعته حال القبض عليه، ومن ثم فإنه يبادر إلى التصالح لتجنب الأوضاع المهينة التي قد يتعرض لها إلى أن تثبت براءته، خاصة إذا كان خصمه قد استعان بشهود زور أو اصطنع أدلة قد يعجز معها الدليل الفني عن أثبات البراءة.. وللحديث بقية