شهداء "الكورونا"!
حمدا لله أن قرار وقف زيارات "العمرة" جاء من الشقيقة السعودية التي يبدو أن علينا أن نراهن على وعى شيوخها الأفاضل، وما يصدرونه من فتاوى تؤكد أن الدين يحرم أن نلقى بأيدينا إلى التهلكة.
ولا أظن أن هذا الأمر كان خافيا عن شيوخنا الأفاضل، وإن كان يحتاج إلى شجاعة ربما لا يمتلكها عدد كبير منهم. وربما كان على من لا يمتلك الشجاعة في مواجهة ملايين المصريين الذين استعدوا لأداء العمرة، أن يصمت، وهنا يصبح الصمت فضيلة.
اقرأ ايضا: صحوة فى الوقت الضائع!
أما أن يصدر شيخ فاضل وكبير وكيل وزارة الأوقاف فتوى بأن "من مات بالكورونا فقد مات شهيدا" فذلك يتعارض مع كل الجهود التي تبذلها الدولة في التصدى لهذا الوباء.
ولابد أن الشيخ لم يقدر أن فتواه ربما تدفع ملايين المصريين للسعى لنيل الشهادة.. ويتسابقون للحصول عليها، ويضربون عرض الحائط بكل التعليمات التي تصدر سواء على النطاق العالمى أو المحلى.
اقرأ ايضا: سهرة رمضانية في رحاب الحسين
ويبدو أن فضيلة الشيخ لا يتابع ما يجرى على النطاق العالمى فعندما يصاب مريض واحد في إحدى الدول المتقدمة تغلق المدارس وتمنع الاحتفالات، وقد يتطلب الأمر عزل المدينة إذا تعددت الإصابات.
والمسئولون في السعودية يعلنون أن حياة إنسان واحد من زوارها سواء كان عربيا أو أجنبيا تستحق الحفاظ عليها، خاصة أنه يصعب منع اختلاط الملايين من الذين يتوجهون إليها من مختلف دول العالم.. أو توفيق الاحتياطات اللازمة لهم.
اقرأ ايضا: من أجل صحافة حرة
يتحدث رجال الدين في مصر عن أمور تخص العلماء وحدهم بينما يتحدث الوزراء عن أمور تخص علماء الدين وحدهم.. كما حدث مع الدكتورة وزيرة الصحة التي أعلنت أن مصر "محمية" من الله سبحانه وتعالى ولن تدخلها الكورونا أبدا.. ووزير الأوقاف الذي اعتبر الكورونا من آيات الله، حمى الله مصر من مسئولينا وشيوخنا.