صحوة في الوقت الضائع
لم يخف الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب انزعاجه من مشهد أحد النواب وهو ينحنى أمام أحد الوزراء، ثم يقدم له طلبا للتوقيع عليه.. المشهد استفز رئيس المجلس ودفعه إلى مقاطعة نائب أثناء إبداء رأيه في قانون المصالحات.
قاطعه بصورة مفاجئة، ليوجه حديثه إلى عضو (الانحناء) ويذكره بأنه ممثل الشعب الذي انتخبه وأن دوره أن يحاسب المسئول، وليس الانحناء أمامه.
كانت الجلسة مذاعة على الهواء في التليفزيون، والناس يتابعون أحداثها بشغف، ولا شك أنهم لاحظوا أداءً جديدا للمجلس، لم يحدث طوال السنوات الأربع الماضية، حتى إن الناخبين كادوا يفقدون الثقة في النواب الذين اختاروهم، ولم يكن الرئيس السيسي بعيدا عما يتردد في الشارع من تدني أداء المجلس، والتخلي عن دوره الرقابي ومحاسبة الوزراء، ووجه للمجلس بأداء دوره.
اقرأ أيضا: سهرة رمضانية فى رحاب الحسين
وعندما لاحظ رئيس المجلس أن مقاعد النواب خالية، طلب من المصورين التقاط صور للمقاعد الخالية ليتابعها الرأي العام.. والسؤال: هل هناك علاقة بين مشهد النائب "المنحني" الذي استفز رئيس المجلس، والمشهد الثاني الذي أراد أن ينقله للرأي العام؟.. طبعا العلاقة واضحة.
غاب الوزراء لأنهم أدركوا من واقع تجربتهم مع أعضاء المجلس أن أحدًا لن يحاسبهم، وأن غاية النواب أن يحصلوا على موافقات سواء كانت تخص أبناء دوائرهم.. أو عن مصالح خاصة.. وأن عليهم أن يستجيبوا لهذه المطالب ليتجنبوا غضب النواب.
واقرأ أيضا : من أجل صحافة حرة
ولا شك أن الوزراء لاحظوا طوال السنوات الأربع عدم حرص النواب على حضور الجلسات، وكثيرا ما وجه رئيس المجلس إليهم انتقادات قاسية، بلغت حد التهديد بأنه سيضع أسماء النواب "المزوغين" على مدخل المجلس ليعرف أبناء الدوائر مستوى أداء من انتخبوهم.. صحوة المجلس في غاية الأهمية وإن كانت جاءت في الوقت الضائع!