المتلونون في عزاء مبارك
ثلاثة أيام مضت على مشهد عزاء الرئيس الأسبق مبارك، مارسنا خلالها رياضة (كتم الأنفاس) لنهرب بإنفعالاتنا من مواجهة قد تتضمن مفردات تخدش حياء القارئ، وتتنافى مع أخلاقيات الكتابة في هذا المكان..
ففي السابق كانت سلسلة مقالات (المتلونون) التي سطرناه في هذه الزاوية، وفيها كنا نسلط الضوء على متلون واحد في كل مقال، معتمدين على مواقف تستحضرها الذاكرة، لكن.. أن تجد نفسك أمام عصابة المتلونين غير منقوصة إلا من قلة.. فهذا كثير على من تابع تلونهم، لذلك كان الصمت وكتم الأنفاس أفضل من كتابة منفعلة يتبعها أذى.
اقرأ ايضا: المتلونون (١)
المتلونون إرتدوا في العزاء ثوب (المعددة) التي تعمل مثلهم بأجر، وصاروا يعددون حسنات الرئيس الأسبق، متابكين مرة في حضن علاء.. وأخرى في حضن جمال، غير عابئين بسبهم وقذفهم للأب والإبنين على مدار تسع سنوات مضت. وغير مهتمين بملايين المواطنين الذين تابعوا تلونهم ومقتوا النظر في وجوههم، ولم يكن خوفهم على مصر إلا منهم.
اقرأ ايضا: المتلونون (3)
إنشغل الكثيرون بتواجد هذا الكم من المتلونين في العزاء، كما إنشغلوا بتصريحاتهم عن مبارك والتي تحولت إلى النقيض، فالحرامي الذي سرق المليارات من قوت الشعب وأفسد الحياة السياسية.. تحول إلى القائد الذي فتح بضربته الجوية الطريق أمام النصر، وأسس لحياة حزبية وبنية تحتية ونعمت مصر في عهده بالإستقرار.
اقرأ ايضا: المتلونون (4)
أما نحن فقد إنشغلنا بإصرار أصحاب القرار على التمسك بالمتلونين ليكونوا في صدارة المشهد، لقد مل الناس منهم بعد أن خاصمت المصداقية ما يقلولون وما يكتبون، وأصبح تواجدهم عبء على النظام، ووجهة غير مشرفة للإعلام، ألم يستوعب من يتمسكون بهم الدرس؟
اقرأ ايضا: ضيوف الجزيرة
هؤلاء باعوا السابقين، وعلى إستعداد لبيع اللاحقين، بل بيع البلد لمن يدفع أكثر. المصرون على بقاء المتلونين في المشهد عليهم أن يفرغوا محتوى ما كتب فقط عن مشهد عزاء مبارك ليتأكدوا أن إستمرار تمسكهم بهؤلاء فيه إساءة للمواطن والوطن والنظام.
Besherhassan7@gmail.com