التضامن مع "شاكوش"!
يشكو الكثيرون من فوضي الشارع لكن هؤلاء أنفسهم تابعهم وراقبهم عند أول حملة لإزالة الإشغالات، أو لعقاب مخالفي المرور من "راكني" الصف الأول أو الثاني او "الركن" الخاطئ في أي مكان، ستشاهدهم وهم متضامنون مع المخالفين يتهامسون فيما بينهم عن "القسوة" و"الجبروت"، ثم تراهم يدعون علي الظالم الذي "يستقوي" علي "الغلابة"!
هؤلاء ممن يتناسون حقوق الناس في شارع هادئ ومنضبط وحركة سيارات آمنة ويتعاطفون مع المخالفين، هم أنفسهم بذات عقولهم وتفكيرهم ستجدهم أول من يقولون عند ضبط متحرشين صغار أو غشاشين في امتحانات المدارس "حرام عليكم.. دول صغيرين.. ادوهم فرصة تانية"!
اقرأ أيضا: صمت التعليم العالى
بهذه الطريقة الغريبة والعجيبة تستمر الجرائم والاخطاء والتجاوزات في بلادنا، ونتعطل كثيرا بسببههم ـوهم جزء من الرأي العام ـ في فرص انتقالنا إلي مصاف الدول المتحضرة بالخطوات السريعة التي نتمناها، علما بأن بعض العقوبات لو نفذت لاختفت جرائم وتجاوزات عديدة يتمادي أصحابها فيها بسبب تضامن البعض معهم!
بالمنطق السابق وجدنا ملامح تضامن مع أغاني المهرجان وأصحابها وتعليقات من عينة "حرام عليكم" و "قطعتوا أرزاقهم" و"بيعولوا أسر وأبناء" إلي آخره! دون مراعاة لحقوق الوطن أن يسمتع اهله لفن يليق به!
اقرأ أيضا: الجريمة فى مصر وخيانة المجتمع
وللحقيقة يصدمنا منطق هؤلاء إذ إن الحل الأمثل والأسرع والأفضل هو أن يغني هؤلاء أغاني لا تخالف قيم المجتمع.. ولا تصدم مشاعر المستمعين.. والاقتناع أن الأغاني المبهجة ليست بالضرورة تحتاج إلي ألفاظ أو تعبيرات أو تشبيهات أو دعوات خارجة ومنحرفة وعديمة الذوق.. خصوصا أن كثيرين من هؤلاء وشاكوش منهم يتمتعون بأصوات جيدة لا ينقصها إلا كلمات مناسبة ولحنا مناسبا..
ولا نعرف سر الإصرار علي الصدام بأغانيهم مع المجتمع الذي عليه أيضا أن يدافع عن نفسه وعن مستقبل أبنائه وأذواقهم، وعلي المسئ المخالف أن يتغير لا أن يتغير المجتمع من أجلهم!