صمت التعليم العالي!
كتبنا ذات يوم عن عاملة جامعة الفيوم التي أهانها نائب بالبرلمان وطالبنا وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار بإنصافها.. وأنصفها.. أبلغ الجهات المختصة ضد النائب.. من رئيس البرلمان للنائب العام ثم استقبل عاملة الجامعة في مكتبه وكرمها وساندها!
وقبل أيام أشدنا بذهابه إلي الإسكندرية لزيارة الأستاذ الجامعي المعتدي عليه من طالب موتور سينال عقابه لا محالة.. وكلها دلائل علي شهامة الرجل واعتزازه بمهامه ومسئولياته.. لكن كل ذلك يدعونا للدهشة! إذ أن الصحف منذ أيام ومعها وقبلها وبعدها تتداول قصة أستاذ جامعي بجامعة المنوفية اعترض علي ما قال إنها تدخلات من متنفذين بالجامعة تستهدف إنجاح أبناء أعضاء هيئة التدريس بتقديرات مرتفعة تمهيدا لتعيينهم بالجامعة فتم فصله!
الأستاذ الجامعي يقول والناس معه تقول إنه واجه الفساد ورفض الظلم وبدلا من تكريمه تمت معاقبته والانتقام منه والتخلص منه هو نفسه وإلقاؤه خارج الجامعة كلها!
اقرأ أيضا: توبة الحويني
وللأمانة نقول: إنه ربما أثبتت التحقيقات أن كلام الأستاذ الجامعي واتهاماته ليست إلا مزاعم لا دليل عليها وأنها تمت لأسباب لا نعرفها، ولكن قد تكون إدارة الجامعة تعرفها.. وقد يكون بعضها صحيحا وبعضها خاطئا.. وقد تكون كلها صحيحة ولكنه عوقب لسبب اخر.. أيا كان السبب لكن يبقي من حق الرأي العام أن يعرفه..
اقرأ ايضا: "إسرائيل" في السودان!
لا يصح أن تبقي دهشة الناس هكذا وعندهم ألف حق.. لا يصح أن تعود مشاهد اختفت يعاقب فيها الشريف ويكافأ الفاسد! هذا الميزان المقلوب انتهي فيما نظن زمنه.. وأصبحنا في عهد مختلف نخوض فيه كمجتمع وكدولة معركة شرسة وشريفة مع الفساد والمفسدين ولا ينبغي تصدير صورة غير صحيحة -أو علي الأقل غير دقيقة- لذا نتصور أن الحل الأمثل في بيان يصدر عن وزارة التعليم العالي أو الأعلي للجامعات يوضح الحقيقه ويجليها للناس..
أما الصمت فهو في أقل تقدير يعني -وللناس عذرها عندئذ- أن الكلام صحيح ولا يجد مسئولو التعليم العالي ما يقولونه للناس!