معركة تغييب الوعي

تسعى الدولة جاهدة لنشر (الوعي) بين المواطنين، وتسعى قلة لتغييبه. العديد من المؤسسات نظمت مؤتمرات ومحاضرات لحماية المواطن من خطورة التغييب، وتصر نفس القلة على تجريف عقل المواطن. الدولة جعلت من الوعي (معركة) ومعركة القلة هي الإجهاز على كل جهود الدولة.

القنوات خصصت ساعات من إرسالها لمتخصصين للحديث عن الوعي، ونفس القنوات خصصت ساعات أخرى لمن يسيرون (بأستيكة) خلف المتخصصين لمحوا ما قالوه.

القلة التي تسعى لتغييب وعى المواطن صوتها هو الأعلى، وإنجازها في التخريب هو الأكثر تأثيراً، فالبناء الذي يستغرق شهوراً.. لا يحتاج هدمه إلا ساعات، وتمثال لنحات مبدع.. تكفيه خبطة (شاكوش) واحدة لتحطيمه.

اقرأ أيضا: شاهد من أهلها

الذين نظموا حفل استاد القاهرة ربما كانت نواياهم سليمة، لكنهم بقلة (الوعي) سعوا لتغييب وعي المواطن بأغاني حسن شاكوش، واستاد القاهرة الذي يرفع شعار (لا للمخدرات) شهد غناءً غير مسبوق للخمور والحشيش. والذين استضافوا (شاكوش) ومن على شاكلته وأشادوا به.. تعمدوا تغييب وعي المواطن، وإذا كانت حجتهم هي الانتشار الواسع لأعمالهم.. فمشاهد (العري) تحقق انتشاراً أوسع.

وإذا كانت بعض مؤسسات الدولة ومنها (ستادالقاهرة) ترى في أعمال شاكوش وأعوانه جماهيرية واسعة.. فهذه المؤسسات شريكة في تغييب الوعي، وأحيلها إلى مهرجان الموسيقى العربية الذي تنظمه دار الأوبرا سنوياً وتنفذ تذاكر حفلاته قبل بدايته بأسابيع، كما أدعوها لإعادة حفلات أضواء المدينة وليالي التليفزيون وسوف يتأكد الجميع أن المواطن يسعى إلى الفن الذي يشكل وعيه ووجدانه..

اقرأ ايضا: هيكل والمهمة الصعبة

ولو توقف بعض مخربي الغناء المصري أمام برامج المسابقات الغنائية التي تنتجها محطة (إم بي سي) للكبار والصغار.. سوف يتأكدون حجم الجماهيرية التي تتمتع بها هذه البرامج من المحيط إلى الخليج، علماً بأن المشاركين في هذه المسابقات لا يقدمون إلا أغاني كبار المطربين المصريين والعرب، وبالتأكيد ليس من بينهم شاكوش وحمو بيكا.

اقرأ ايضا : مرضاة الله واسترضاء الرئيس

القلة التي غيبت مصداقية الإعلام المصري بإصرارها على تواجد شلة (المتلونين) على الشاشة.. هي نفسها التي تسعى لتغييب وعي المواطن بتخصيصها مساحات لمروجي الأغاني الهابطة في القنوات المصرية، وكأن هناك نية مبيتة لضرب قوة مصر الناعمة في مقتل.

واهم من يعتقد أن المواطن المصري يصدق إعلاميين أكلوا على كل موائد الأنظمة، وواهم من يعتقد إن شاكوش وحمو بيكا هما التطور الطبيعي للأغنية المصرية. معركة الوعي تحتاج إلى معركة ضد كل من يسعى لتغييب وعي المواطن.    besherhassan7@gnail.com