مرضاة الله واسترضاء الرئيس
كعادتها.. تحدثت الوزيرة بإستعلاء.. أنا لا يهمني أحد، ولا أسعى إلا لرضاه فقط، رد عليها الرجل قائلاً: كلنا نعمل مرضاة لله، وجميل أن يكون عملك مرضاة لله، فقالت الوزيرة.. أنا لا أسعى إلا لرضا الرئيس، في البداية تخيلت أنها مزحة من الرجل أو إدعاء ولم أجربه مازحاً ولا مدعياً، فطلبت منه تكرار ما قالته الوزيرة ففعل وفي حلقه غصة.
سبق للرجل -وهو قليل الكلام عظيم الوطنية- أن شكى من تعنت الوزيرة وإستعلائها وعدم فهمها لطبيعة عملها، ونفس الشكوى سمعتها من غيره.
اقرأ ايضا : رسائل السيسى للعالم
تمكن اليأس من الرجل حتى أنه بدأ يستمع لنصيحة البعض بالإنتقال بأفكاره إلى الخارج، فهناك من يرحب به ويذلل له العقبات، لكن حبه للوطن الذي ورثه وزرعه في أبنائه كان يثنيه عن الإستمرار في الإستماع للنصيحة، لكنه صار على يقين من أن أعماله معطلة لحين إزاحة الوزيرة وهذا كان عنده من المستحيلات.
أكدت للرجل أن الوزيرة سوف ترحل مع أول تغيير وزاري، لأن التجربة أثبتت أن من كان سنده نفاق السيسي لا مكان له، وأن من دأب على إستخدام إسمه يطاح به، فعل ذلك مع محافظ كان يستقوي به، ويشيع أنه باق ببقاء الرئيس، يستعلي على المواطنين، ولا يلتقي إلا من ينافقه من الصحفيبن، ومع أول تغيير في المحافظين تمت إزاحته، وفعلها السيسي مع محافظ آخر، لم يضع نصب عينيه إلا نفاقه، فكان يهتف بإسمه، ويطلب من المواطنين ترديد الهتاف معه، وكانت إزاحته مفاجأة له وللجميع.
واقرأ ايضا : القاهرة القديمة والعاصمة الجديدة
قلت للرجل أيضاً أن السيسي ليس لديه عزيزاً إلا من يعمل للوطن ابتغاء مرضاة الله، وكم من عزيز - هكذا كنا نظن- تمت الإطاحة به لنفس الأسباب التي أطاحت بالمحافظين، فالرجل لا يعرف من يعمل للوطن ومن يعمل للبقاء في منصبه، وأكثر من مرة رأيناه رافضاً الهتاف بإسمه، حتى من يقولون له (نحن معك) يرد عليهم: ( أنتم وأنا مع مصر).
ومؤخراً .. كان الحديث عن التغيير الوزاري ملء السمع والبصر، وفوجئت أن صديقنا المأزوم بسبب الوزيرة المستعلية يؤكد أنها سوف تشكل الوزارة، فأكدت له أن إزاحتها هي الأقرب للمنطق، وفي اليوم التالي لحديثنا إنتقد الرئيس الكيفية التي تدار بها الحقيبة التي تتولاها الوزيرة، فأكدت لصديقنا أن كلام الرئيس بداية للإطاحة بها، وبعد بضعة أيام ذهبت الوزيرة غير مأسوف عليها. ولعل رحيلها ومن سبقها من محافظين درساً لمن يستعلي أو يتجبر.
besherhassan7@gmail.com