هيكل والمهمة الصعبة
الإعلام في أزمة، وعودة وزارة الإعلام بعد إلغائها منذ خمس سنوات دليل على ذلك، والدليل سبقه أدلة أخرى كثيرة، أبرزها عدم رضاء الرئيس لا عن المحتوى ولا عن الأداء، وأهمها حالة الارتباك وضياع المسئولية بين الهيئات المعنية، وأخطرها انصراف قطاع كبير من المواطنين عن قنواته المحلية إلى أخرى تدس السم في العسل.
لذلك على الوزير الخروج بالإعلام من أزمته بصياغة جديدة تلملم شتاته، وتجعله أكثر فاعلية وقدرة على المنافسة في ظل متغيرات جعلت من الإعلام السلاح الأهم في السلم والحرب.
مهمة الوزير صعبة، وصعوبتها تكمن في حالة الانفلات التي يعيشها الإعلام منذ سنوات، فلا ضابط لأداء المذيعين، وعوار في الاختيار صدر أنصاف الموهوبين وأهمل المهنيين والمحترفين، وصارت المجاملات والمحسوبيات الآفة التي تنخر في جسد منظومة كانت الأهم في المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضا: رسائل السيسى للعالم
لن يتمكن الوزير من أداء مهمته إلا بصلاحيات لا تقتصر على إعلام الدولة بل تمتد إلى الإعلام الخاص، ولا أعرف كيفية تحقيق ذلك في ظل وجود المجلس الأعلى للإعلام وهيئتي الصحافة والإعلام والثلاثة نص الدستور على المهام المنوطة بهم، فهل يتم تعديل الدستور لإطلاق بد الوزير أم أن مهمته سوف تقتصر على التنسيق بين الهيئات المعنية؟
هذه الضبابية في مهام الوزير طرحت العديد من التساؤلات، بدأت بالمكان الذي يمارس الوزير منه مهام عمله وانتهت بكيفية النهوض بماسبيرو الذي يعاني منذ فترة من تهميش انعكس على مضمون ما يقدمه، مروراً بالقنوات الخاصة التي تعمل وفقاً لمعايير وضعتها لنفسها.
واقرأ أيضا: الإعلام والأجهزة الأمنية
أتمنى أن يهم الوزير بوضع استراتيجية تعيد إعلامنا إلى الصدارة، نريد إعلاماً لا يعرف انفلاتاً، ولا مكان فيه للمحسوبيات، ولا لأنصاف الصدور العارية، إعلاماً لا يعرف المساومات، ولا الصفقات ولا المقايضات، إعلاماً يلفظ المنافقين والمتلونين وتجار الوطنية الذين أفقدوا الإعلام مصداقيته وصرفوا الناس عنه.. عودة وزير الإعلام هي الروشتة الأخيرة للخروج بالإعلام من غرفة الإنعاش.
besheerhassan7@gmail.com