رئيس التحرير
عصام كامل

وخذوا الحكمة من أفواه المرضى!

وفي  كتابه "أنا والسرطان .. معركة جديدة" يقول عبدالقادر شهيب: “لقد وجدت أن تجربتي قد يستفيد منها مرضى السرطان في بلادي أساساً، الذين ينضم إليهم مريض كل خمس دقائق، وسوف يرتفع الرقم إلى 3 مرضى كل خمس دقائق في غضون ثلاثين عاماً.

 

خاصة هؤلاء الذين يتعرضون لصدمة كبيرة عندما يخبرهم الأطباء أنهم أصيبوا بالسرطان. وربما لذلك يكتفي بعض الأطباء فقط بإعلام أهل مرضى السرطان بأمر إصابتهم بهذا المرض الخبيث.. أو قد يستفيد من تجربتي هؤلاء الذين يرون أن الإصابة بالسرطان هي مرادف للموت.

 

اقرأ أيضا: في ضرورة عودة دور الأب.. والحوار مع الشباب!

 

ولذلك لا يفعلون شيئا غير انتظار وترقب هذا الموت.. رغم أنه إذا كان هناك كما تقول أرقام منظمة الصحة العالمية رجل من كل ثمانية يموتون بسبب هذا المرض . وسيدة من كل 10 سيدات تموت به فهذا يعني أن هناك من يكتب لهم النجاة من هذا المرض اللعين والخبيث.. لأن هناك دوماً تقدماً وجديداً كل يوم في اكتشاف المرض وايضا علاجه”.

 

ولم ينس “شهيب” أن يضع يده على سوءات القطاع الطبي في بلادنا من خلال تجربة عاشها بنفسه خلال رحلة العلاج بالكيماوي.. يقول مثلاً: "بعض أطباء الأورام كل ما يفعله هو أن يحيلني إلى طبيب آخر متخصص في المسالك البولية رغم أنني لم أطلب منه ذلك، وهناك طبيب آخر طلب منى إجراء أشعة في مركز أشعة محدد، كما يحصل بعض هؤلاء على هدايا من شركات الأدوية مقابل الترويج للأدوية التي تنتجها تلك الشركات”.

 

اقرأ أيضا: لماذا كل هذا العنف.. ولماذا انحدرت أخلاقنا؟!

 

كتاب عبدالقادر شهيب مزيج من الكتب الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وفيه تنبيه لمواطن القصور والفساد، ودعوة لمواجهة مافيا الأدوية والعلاجات الكيماوية والتجميل والتخسيس التي توغلت بصورة فجة، وصار لها برامج وفضائيات لا تكف عن الترويج والدعاية لها دون حسيب ولا رقيب.

 

اقرأ أيضا: من أمن العقاب أساء الأدب!

 

ننتظر أن نجد علاجا لمرض السرطان المرشح للتصاعد في السنوات القادمة، ولدينا كفاءات ونوابغ بإمكانهم التوصل لعلاج ناجع لهذه الآفة الخطيرة.. فقط تحتاج لمن يبحث عنها ويمنحها فرصة النجاح والإبداع.. فمصر عريقة ليس بتاريخها فحسب بل بحاضرها وما تزخر به من كوادر قادرة على صنع المعجزات في جميع المجالات.. وخذوا الحكمة من أفواه المرضى كما يقول “شهيب”.

 

ملحوظة:

قال “شهيب” أنني أهدي كتابي هذا : إلى ابني البار جداً دكتور مهندس شهدي.. الذي أهداني الله إياه  ليكون خير عون وسند لي خلال رحلة المرض الشرس ورحلة العلاج الشاقة التي تعرضت لها .   

       

       

الجريدة الرسمية