حكم الشرع في رفض الأم زواج ابنتها
أبلغ من العمر 39 سنة، ولم أتزوج حتى الآن بسبب والدتى، فهى ذات شخصية قوية وترفض زواجى حتى الآن من أي رجل دون إبداء أسباب، ووالدى مريض لا حول له ولا قوة، فهل لى أن أتزوج دون رغبة والدتى؟ وهل في ذلك عصيان وعقوق لوالدتى؟
ورد هذا السؤال الى دار الافتاء المصرية وأجابت عنه بالاتى: الأصل أن طاعة الوالدين في الزواج وغيره واجبة إلا في المعصية، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15].
اقرأ ايضا: هل يجوز قرأة القرآن فى اماكن العمل؟
وذلك لأن الأصل أنهما إنما يتصرفان بدافع الشفقة والمصلحة، وقد نص الفقهاء على وجوب طاعة الوالدين في الإقدام على الزواج والإحجام عنه، ومن خالفهما في ذلك كان عاصيا، إلا إذا كان رفضهما للزواج محض تعنت وإضرار كما لو رفضا أصل الزواج من مبدئه مع حاجة ولدهما إليه، فحينئذ لا تكون مخالفة ولدهما لهما معصية يأثم بها.
وأقرأ ايضا: حكم الشرع فى صلاة غير المحجبة
وعليه: فإذا كانت الام تتعنت برفضها لزواجك أصلا مع احتياجك للزواج فليس لها ذلك، ويجوز لك حينئذ أن تتزوجي على الرغم منها ولا إثم عليك ولا حرج، أما إن كان رفض الأم مرتبطا بشخص معين مع جواز أن توافق على غيره فإن طاعتها حينئذ لازمة وتحرم مخالفتها.
والله تعالى أعلم.