هل يجوز قراءة القرآن فى أماكن العمل؟
انتشرت ظاهرة قراءة القرآن الكريم بصوت عال فى أماكن العمل او فى وسائل المواصلات العامة واستخدام مكبرات الصوت فى سرادقات العزاء فهل يجوز ذلك.
يجيب فضيلة الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر قائلا :"ان ما تسألون عنه يدخل فى فوضى التعامل مع القران الكريم ، فهل تعظيم القران ان يتلى فى مكبرات الصوت فيدخل الصوت الى المطابخ والحمامات ، كما يدوى فى سيارات المواصلات وكل الركاب ضائقون مرهقون .
وأضاف: "حاذر ان تلاعبك النفس الامارة بالسوء فتتصور انك بإطلاق القران عبر مكبرات الصوت تفعل خيرا أو أن ماتفعله افضل من اطلاق الموسيقى والغناء فى مكبرات الصوت ..كلا فالقران اعظم واعلى من ان يقارن بأى شئ آخر لكن للقران آدابا فى التلاوة والسماع حيث لا مفر من الالتزام وعدم تجاوز صوت القارئ سمع الحاضرين ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا أم الجماعة فى الصلاة يجعل مستوى الصوت مقاربا للجماعة الحاضرة ولا يتجاوز صوته خارج المسجد ويعبر الحكم القرانى ويقول "اذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " واذا كنت متفرغا تستطيع السمع بأذنك والانصات بكل كيانك فاسمع أما ان يدخل صوت القارئ الى اماكن العمل ومواقع الانتاج فكيف يتدبره المسلم . وقراءة القران الكريم فى سرادقات العزاء فلا مانع منها بشرط عدم خروج الصوت خارج حدود القاعة والا اوقعتم الناس جميعا فى الحرج فهذا يقود سيارته وهذا يجلس فى شرفته وهذا يريد النوم فإما ان يتوقف ليستمع الى القران توقيرا واحتراما واما ان يهملوا السماع ، فمن الذى حفر هذه الحفرة العميقة ليقع الناس فى حرج مع القران الكريم ..
حكم قراءة المرأة القرآن بملابس البيت وحينما تتهيأ الظروف لقراءة القران فامسك بالمصحف فإنك تلمسه بيدك وتراه بعينك وتذوق حلاوته بلسانك وتسمعه بأذنك ، واظن انك يتجد رائحة الجنة قد تسللت الى انفك ..فإذا جميع حواسك قد تشبعت بالقران فينفتح العقل للتدبر والقلب لقبول التكليف ، لهذا الجهد النفسى الكبير طلب الله اليسر القليل من القراءة ووعد رسول الله ان لكل حرف من القران عشر حسنات لانك تتفرغ وتقرأ وتتقن وتتفكر وتتعلم ..أما رفع الصوت وعدم توقير القران فذلك من ابشع الموانع التى تحول بيننا وبين القران الكريم فهى تحرمنا فضيلة الخشوع .