حكم الشرع في صلاة غير المحجبة
أنا سيدة على خلق، وأحافظ على الصلوات فى أوقاتها، لكننى غير محجبة، وأحيانا أضع بعض مساحيق الزينة، فهل تبطل صلاتى أو صيامى وهل عبادتى غير مقبولة عند الله؟
وللإجابة على هذه الفتوى لما جاء في كتاب " فتاوى.. وأحكام للمرأة المسلمة" لفضيلة الشيخ عطية صقر حيث يقول: ”يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، ويقول: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ".. إن العبادة إذا صحت بأركانها وشروطها لا تبطل ولا يجب إعادتها، ولكن قبول الله لها يتوقف على أمور أخرى غير الهيئة الظاهرة للعبادة، ومنها الخشوع والإخلاص لله تعالى، والإنسان أدرى بنفسه فى ذلك.
ومن علامة قبول الصلاة والصيام ظهور أثرهما على السلوك، وقد جاء فى الحديث القدسى: "إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرًّا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة، ورحم المصاب"، وقال تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ".
فإذا لم تنتج الصلاة سترًا لما حرم الله كشفه من العورات، كان ذلك دليلا على أنها أديت أداء صوريا خاليا من الرهبة والخشوع.
حكم إعطاء الزكاة للأخت أو الأقارب الفقراء
والنبى صلى الله عليه وسلم ذُكرت عنده امرأة بكثرت صلاتها وصيامها، إلا أنها تؤذى جيرانها فقال: "لا خير فيها هى فى النار" رواه احمد والحاكم وصححه.
فإذا كانت العبادة صحيحة من خشوع وإخلاص فإنه يرجى قبولها بإذن الله، ولها ثوابها عند الله، وإذا مرت بالإنسان لحظات ضعف كما يقال فعصى ربه بمثل الكذب والغيبة والسفور كان له عقابه على معصيته إن لم يتب، قال تعالى: “فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، وبالمقاصة بين الحسنات والسيئات قد يخف الميزان وقد يثقل: “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"، وفى الحديث الشريف الذى رواه الترمزى بسند حسن: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".
هل يجب على الزوج أن يتزين لزوجته؟.. تعرف على رد الإفتاء
وإذا كان الله تعالى يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ"، فلا ينبغى أن نتمادى فى المعصية، فنحن لا ندرى هل نكون ممن يشاء المغفرة لهم أو لا، بل علينا أن نبادر بعد العصيان بالتوبة النصوح التى تنتج استقامة السلوك، ما دامت قائمة على الندم على التقصير بعد الإقلاع عنه والعزم الأكيد على عدم عودة إلى المعصية، قال تعالى: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ".
وما دامت فى المؤمن بذرة خير من الطاعة والعمل الصالح فإن المرجو أن يراجع العبد نفسه ويبتعد عن المعصية.