رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حتى لا نجد سوريا جديدة !

لا جدال أن مصر بقيادة الرئيس السيسي نجحت في التأثير على مجريات التفاوض وحشد الجانب الأوروبي لصالح الشعب الليبي بعيداً عن المناورة والمصالح، وسعت في قمة برلين لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة المدعومة خارجياً وقيام الجيش الوطني بدوره الأصيل في الحفاظ على مقدرات الدولة الليبية.

 

وهذا التأثير لم يحد عن المحددات الأساسية لموقف مصر الثابت الذي لم يتغير منذ اندلاع الأزمة وحتى يومنا هذا؛ فقد أوضحت القاهرة منذ البداية أنها لا تتعامل مع ميليشيات أو تنظيمات مسلحة بل تتعامل مع الدولة الوطنية بجيشها النظامي ومؤسساتها الشرعية، وهو الأمر الذي كان واضحاً للقادة المجتمعين في برلين لحل تلك الأزمة.

 

اقرأ أيضا: وعي المواطن يفشل سيناريوهات الفوضى!

 

ولا يزال الأمل كبيراً أن تجتمع إرادة الأشقاء في ليبيا على ضرورة الحل السياسي، وأن يجتمعوا على قلب رجل واحد لحل أزماتهم بعقلانية ورشد، بعيداً عن المطامع الشخصية والولاءات التنظيمية، وأن يوقنوا أن التدخلات الخارجية تزيد النار اشتعالاً وتعمق الخلافات وتكرس الانقسامات حتى يسهل لها جنى الغنائم وسلب مقدرات الدول المتنازع أبناؤها.

 

ويبقى سؤال: هل سيلتزم أردوغان بما تم التوافق عليه في برلين.. وهل سيتوقف عن جلب المرتزقة إلى ليبيا ..وهل يحترم إرادة الشعب الليبي ويتركه ليقرر مصيره دون وصاية ..وهل ينهي ما يعتبره اتفاقاً مع السراج الذي جلب الأتراك لحمايته، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب والبرلمان الليبي .

 

اقرأ أيضا: الاستعمار الجديد.. وكيف نجت مصر منه!

 

الأيام وحدها سوف تكشف عن النوايا الحقيقية والأطماع التوسعية لأردوغان وغيره من المتربصين بثروات ليبيا وغيرها من بلاد العرب.. والسؤال الأهم : هل يظل المجتمع الدولي على صمته إذا ما أخل أحد الأطراف بما تم التوافق عليه في مؤتمر برلين من وقف لإطلاق النار وحظر لتسليح الميليشيات وإنهاء وجودها هناك حتى لا نجد سوريا جديدة.. أتصور أن الإجابة لن تتأخر كثيراً!

 

Advertisements
الجريدة الرسمية