الاستعمار الجديد.. وكيف نجت مصر منه!
رسائل المنتدى العالمي للشباب شرم الشيخ كثيرة ومتنوعة؛ فهو يبعث أولاً برسالة سلام ومحبة للعالم أجمع؛ بما يضمه من تنوع كبير في أجناس وأعراق ولغات وثقافات ومشارب شباب جاءوا من كل دول العالم ليشاركوا في فعالياته التي استمرت أربعة أيام، ويتباروا في نقاشات معمقة لأوجاع العالم وقضاياه المصيرية.
المنتدى قدم أيضاً صورة واقعية لما يجري في شتى أنحاء العالم بعيون شباب غير مسيس عبَّر بتلقائية وموضوعية عن رؤاه وآماله في قضايا وشواغل إنسانية عديدة، منها أزمة اللاجئين ضحايا الحروب والنزاعات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها.. وكذلك الهجرة غير الشرعية التي هي ثمرة غياب العدالة وتكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب، ناهيك عن الفقر والبطالة.. ولم يغفل منتدى الشباب تغير المناخ بحسبانه أهم قضايا العصر؛ بما يمثله من تهديد لكوكب الأرض ينذر بعواقب وخيمة تهلك الصحة وتدمر فرص الحياة فوق ظهرها ولاسيما ما يتعلق بالمياه أهم مقومات الحياة على الإطلاق.
اقرأ أيضا: شراء أسلحة الدمار أم تنمية الإنسان.. أيهما أولى !!
أما الإرهاب الذي هو أخطر قضايا العصر فقد أفرد المنتدى مساحات لبيان مسبباته وروافده وتداعياته الكارثية.. وكيف يجري اجتذاب شباب بريء عبر الفضاء الإلكتروني والتغرير بهم ليحملوا معاول الهدم لبلدهم نيابة عن الاستعمار الجديد في إطار حروب الجيل الرابع والخامس، وهو ما حذر منه الرئيس السيسي الذي قال أثناء جلسات المنتدى: “إن الإرهاب أداة تستخدم لتحقيق مطالب سياسية لدول كبرى لها مصالحها في المنطقة، وهو ما كان يدبر لمصر التي نجت منه بفضل صلابة جيشها ووعي شعبها والتحامهما معاً في مواجهة هذه الآفة الكارثية التي هي مسئولية العالم أجمع ..فمن لم يكتو بنارها اليوم سيكتوي بنارها غداً، ويدفع الثمن من مصالحه ومقدراته”.
وتساءل الرئيس: “كيف يكون العالم أجمع في مواجهة الإرهاب بينما تستخدمه بعض الدول أداة باطشة مدمرة لتحقيق مصالحها السياسية؟”، وطالما لم يتحد العالم لردع ومحاسبة الدول الداعمة للإرهاب التي توفر له الدعم المالي والسلاح والملاذات الآمنة”.. مطالباً بضرورة إصلاح الأمم المتحدة وتطويرها بما يتلاءم وقضايا عصرها وتحدياته وما أكثرها، وما أشد احتياجها بعد أكثر من 70 عاماً من إنشائها إلى فكر جديد ومجموعات عمل أكثر تطوراً وقدرة على التأثير واتخاذ القرار حتى لا تظل مجرد كيان شكلي عاجز عن الحشد والتأثير في مجابهة أشد الأخطار تهديداً للإنسانية.
واقرأ أيضا: عندما قال الرئيس: ده حلم أنا حلمته من سنين طويلة!
فالحروب الجديدة تخلت عن السلاح التقليدي وصارت حرباً معلوماتية و إعلامية تستهدف التحكم في عقولنا لتسيّرنا في طرق مرسومة سلفاً، وهي طرق لا تصب في صالحنا بل تخدم الطامعين في أراضينا وثرواتنا، والراغبين في إبقائنا عاجزين عن النهوض والتنمية، منغمسين في خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية، غارقين في مستنقعات التطرف الديني والخلاف المذهبي.