الأزمة الليبية!
من المفارقات المثيرة للضحك أن يجري نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا في الوقت الذي يجتمع فيه قادة الدول المعنية بحل الأزمة الليبية في برلين بحضور أردوغان التركي الذي هو ضالع في تلك الجريمة التي تنسف أي جهود لحل تلك الأزمة بطرق سياسية حقناً للدماء ودرءاً للحروب.
وعلى الرغم مما حققته قمة برلين من نتائج إيجابية في مجملها وخصوصا دعوتها لحل الميليشيات المسلحة والمرتزقة كخطوة ضرورية نحو الحل السياسي، فإنه لا يمكن الاطمئنان إلى نوايا من يدعمون الميليشيات وتنظيمات الإرهاب جهاراً نهاراً وعلى مرأى ومسمع من العالم كله.. وهو ما يضاعف الأعباء الملقاة على عاتق الشعب الليبي الذي يملك وحده حق تقرير مصيره وحسم أمره وفرض كلمته، بعيداً عن العنف والاحتراب..
واقرأ أيضا: وإلى أن يقول المؤرخون كلمتهم!
وقد آن الأوان – كما قال وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو- لاغتنام الفرصة ومعالجة كافة المشكلات العالقة داخل الدولة الشقيقة بوساطة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ؛ ذلك أنه لو فشلت العملية السياسية هذه المرة فإن ذلك من شأنه أن تدخل البلاد لا قدر الله في طريق اللاعودة..
وربما تنشب حرب أهلية يشعل أوارها أولئك المستفيدون من هذا الوضع "وهم كثر"، والذي لن يكون في صالح الشعب الشقيق ولا الدولة الوطنية في ليبيا ولا في صالح العرب.
واقرأ أيضا : صمت المجتمع الدولي.. لغز كبير!
لقد حذر سامح شكري وزير الخارجية في مؤتمر دول الجوار الليبي من مخاطر التدخلات الخارجية ورفض العبث بأمن ليبيا ودول المنطقة وأن حل الأزمة يتطلب بتشكيل حكومة مستقلة ونزع سلاح المليشيات وتنظيم الجيش كجيش وطني للدولة الليبية وأن هذه الخطوة أولى إجراءات طريق الحل السياسي في ليبيا.