رئيس التحرير
عصام كامل

وإلى أن يقول المؤرخون كلمتهم!

والسؤال هنا: هل جرى تفجير ثورات ما سُميّ بالربيع العربي لهدم الدول أم لتصحيح أوضاع خاطئة في تلك الدول؟ وإلى أن يجد المؤرخون إجابة لهذا السؤال، وينتهوا من توصيف ما جرى في 25 يناير بصورة علمية محايدة مشفوعة بالوثائق والأدلة والقرائن..

فإنها -أي أحداث يناير- تركت آثارًا وخيمة وزلزالية ليس على حاضرنا فقط بل على مستقبلنا كله الذي تأثر كل شيء فيه سلبًا، سواء الأمن أو الاقتصاد أو الحياة الاجتماعية أو الأخلاق التي كانت أكبر المتضررين مما جرى، حتى يمكن القول باطمئنان إن مجتمعاتنا ضربتها هزات أخلاقية أصابت منظومة القيم، فطفحت السلوكيات الخاطئة، وعلت لغة السباب في الشارع وعلى شاشات الفضائيات، وصفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، وجرى بزعم التغيير والثورة على الفساد، التطاول والتشكيك في كل شيء..

اقرأ أيضا: صمت المجتمع الدولي.. لغز كبير!

وهي الدعاوى التي تهاوت بسببها قيم اجتماعية تحت سنابك دعاة الثورة، وتعرض المجتمع بفضلها لمحنة أخلاق وانعدام ثقة بدأ بنهش الرموز ومحاولات هدم الدولة، وافتعال معارك حول الهوية، وكأن مصر التي شقت فجر التاريخ، وعلمت الدنيا كلها مبادئ الحضارة والمدنية كانت بلا هوية، حتى جاء هؤلاء الأدعياء ليبحثوا لها عن هوية، بهدف هدم مؤسسات الدولة وأعمدتها الأساسية من جيش وشرطة وقضاء وإعلام، لإحلال نظام جديد على غرار الحرس الثوري الإيراني..

واقرأ أيضا: غد أفضل.. كيف؟!

النموذج الذي حاول قادة الجماعة الإرهابية محاكاته ليكون لهم جيش وميليشيات خاصة تأتمر بأمرهم، وتضطلع بمهمة تثبيت أركان حكمهم.. فهؤلاء يرون الوطن مجرد حفنة تراب عفنةـ فالغاية الأسمى عندهم هي تنظيمهم الدولي وطنهم الذي لا يعترف لا بحدود جغرافية ولا سياسية.. وفي المقابل جاء الحفاظ على الدولة في صدارة أولويات السيسي منذ تولى زمام الأمور، وبات الإصلاح التدريجي في المجالات كلها ضرورة لا غنى عنها حتى ينأى بالدولة عن الانهيار في ظل ظروف دولية وإقليمية ضاغطة.  

 

الجريدة الرسمية