رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محاسبة أردوغان !

بعد أن عاد أردوغان من برلين أطلق تصريحات صحفية متناقضة لتصريحاته السابقة قبيل ذهابه إليها، والتى توعد فيها بإرسال المزيد من القوات العسكرية التركية إلى ليبيا لمساندة حليفه السراج، وحماية طرابلس من السقوط فى يد الجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده حفتر عقابا له على رفضه التوقيع على اتفاق موسكو، الذى كان يلزمه بفك الحصار عن العاصمة الليبية والانسحاب إلى بنغازي.

 

وفى هذه التصريحات الجديدة ادعى أردوغان أن تركيا لم ترسل إلى ليبيا سوى مستشارين ومدربين عسكريين فقط ولم ترسل قوات عسكرية، وتجاهل ما أرسله من مئات من عناصر مقاتلة سورية الى الأراضى الليبية، رغم اعتراف السراج بذلك صراحة فى لقاء صحفى له قبل يوم.

 

اقرأ أيضا : السراج أسير تركيا!

 

وهذا التغير فى كلام أردوغان بين ما قاله قبل مؤتمر برلين وما قاله بعده، يكمن سببه فيما حدث داخل المؤتمر.. فقد اضطر أردوغان  إلى الموافقة على البيان الختامى للمؤتمر، والذى يحظر التدخل الأجنبى فى ليبيا، ويمنع إرسال قوات عسكرية إليها.

 

فهو لم يكن فى مقدوره أن يفعل غير ذلك فى ظل اجماع كل المشاركين ومن بينهم حليفه الرئيس بوتين  فى المؤتمر على هذا الأمر.. وإذا قال أردوغان غير ذلك فهو يعترف صراحة بالتنصل من التزاماته قبل أن يجف الحبر الذى كتبت به، خاصة أنه سوف يتم تحصين هذه الالتزامات دوليا بالذهاب بها إلى مجلس الأمن ضمن نتائج المؤتمر .. وبذلك سوف يضع نفسه وبلاده فى موضع المساءلة الدولية الصريحة.

 

واقرأ أيضا : حل مشروط للمسألة الليبية

 

وهذا ما قاله غسان سلامة بوضوح بعد المؤتمر والذي أكد فيه أنه بعد المؤتمر صار فى مقدور المجتمع الدولى محاسبة أردوغان على إرسال أى قوات عسكرية إلى الأراضى الليبية، لو خرق حظر إرسال سلاح للأطراف المتنازعة فيها.   

Advertisements
الجريدة الرسمية