حل مشروط للمسألة الليبية
عندما تناولت بعض وسائل الإعلام ما بشر به الرئيس السيسى حول حل شامل قريب للمسألة الليبية، وسألت عن ماهية هذا الحل وكيف سيتحقق ومن سيقدمه، وهل يعنى ذلك أن مصر سوف تتقدم من جانبها بمشروع هذا الحل.. غير أن الرئيس السيسي كان واضحا وهو يقول إن طابع هذا الحل للمسألة الليبية سياسى.
وكان أكثر وضوحا أيضا عندما قال إن هذا الحل سوف يستهدف تصفية بؤرة الاٍرهاب الموجودة داخل الأراضى الليبية، والتى تصدر الإرهابيين لدول الجوار، وبالطبع منها مصر، وتمدهم بالسلاح والمال، أي إنها بؤرة لتصدير الاٍرهاب من داخل ليبيا إلى الدول المجاورة لها وأيضاً غير المجاورة.
وهذا يعنى أن الرئيس السيسى تحدث عن حل للمسألة الليبية مشروط بتصفية نلك البؤرة الإرهابية فيها.. فلا يمكن تصور حل فى ليبيا فى وجود تلك التنظيمات الإرهابية التى جعلت من الأراضى الليبية ليست مجرد ملاذ آمن وإنما نقطة انطلاق لإيذاء غيرها من الدول، وأقربها بالطبع دول الجوار.
وبهذا المعنى إذا كان الرئيس السيسى تحدث عن حل سياسى فى ليبيا، فهو حل لا بد بهذا المعنى أن يسبقه فرض الجيش الليبى سيطرته على كامل الأراضى الليبية، أي بوضوح أن يقضي على تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى ما زالت تتحصن بمساحات من الأراضى الليبية تبلغ نسبتها نحو ٢٠ فى المائة من مساحة الأراضى الليبية، ومنها بالطبع طرابلس العاصمة.
لذلك تكتسب كلمات الرئيس السيسى فى هذا الصدد أهمية كبيرة، خاصة فى ظل لمحاولات التركية التدخل فى شئون ليبيا، اعتمادا على السراج وحكومته.. لذلك علينا أن نترقب بدقة ماذا سيحدث فى الأيام المقبلة.