ابن نكتة !
في مؤتمر الشباب الأخير الذي عقد في العاصمة الجديدة تم عرض بعض الآراء والرسومات الساخرة، التي تنتقد التضخم وارتفاع الأسعار الذي شهدته البلاد بعد تعويم الجنيه، والذي أدى إلى انخفاض قيمته إلى نحو النصف.. وقد أثارت تلك الآراء والرسومات الساخرة ضحك الحضور جميعا وبينهم المسئولون والشباب الذين يحاكونهم.. ولم لا؟ أليس شعبنا يتمتع بحس فكاهى مرهف، ويحظى بمهارات السخرية من كل شىء، حتى من النفس؟!
إن ذلك سمة من إحدى سمات شعبنا على مدى التاريخ.. يطلق النكات ويسخر من كل شىء دوما معظم الوقت، حتى في الأوقات العصيبة والصعبة، وقد شهدنا ذلك بوضوح بعد هزيمة يونيو، وهو ما سجله في بعض المشاهد فيلم "الممر".. وقليلة هي الأوقات من تاريخنا التي اختفت الابتسامة من وجوه المصريين.. وفى عصرنا الحديث حدث ذلك قبل يناير ٢٠١١، وحدث أيضا قبل يونيو ٢٠١٣.. وقد لاحظ ذلك بعض المحللين واختلفوا في تفسيره، إلا أنهم اتفقوا على أنه لابدّ وأنه ينذر بشىء لم تعد الصدور قادرة على كتمه داخلها ولذلك لابدّ وأن ينفجر، وقد حدث ذلك بالفعل، حينما انفجر غضب المصريين خلال هذه الفترة مرتين.
والآن تزخر مواقع التواصل الاجتماعى بالكثير من الآراء والمشاهد والرسومات الساخرة والتي تتهكم بأمور شتى عديدة، يأتى في مقدمتها سياسات رسمية وقرارات حكومية، وتصريحات لمسئولين.. ولو عكف أحد على إجراء تحليل مضمون لها سوف يتحصل على صورة لما يشغل الرأى العام، وما يفكر فيه، وما يرضيه وما لا يقبله.. وهذا عمل لا يعد بدعة وإنما هو أحد الأعمال التي تقوم بها أجهزة المخابرات لقياس موقف الرأى العام في الدول التي تتصارع معها.. ألم تكن إسرائيل تكلف جواسيسها في بلدنا بجمع النكات الأكثر انتشارا؟!.. فهل تفعلها هيئة الاستعلامات؟