غد أفضل.. كيف؟!
مضاعفة ثقة المواطن في الدولة باتت هي التحدي الأكبر الذي ينبغي للحكومة أن تسعى لتحقيقه بأقصى طاقتها.، وتلك مهمة ليست هينة.. بل تتطلب مضاعفة الجهود لتحسين مناخ الاستثمار وجذب رءوس أموال جديدة للسوق المصرية، وتحقيق انتعاشة حقيقية في الصناعة والزراعة والسياحة ، لتوليد مزيد من الثروة وفرص العمل، وتحقيق فوائد اقتصادية لخفض عجز الموازنة، وسداد ما علينا من ديون وفوائد..
لاسيما والمواطن يعتقد أنه أدى ما عليه وتحمل الكثير أملاً في غد أفضل تخف فيه معاناته، ويجنى ثمرات تعبه، وهو ما يتحقق بمزيد من إجراءات الحماية الاجتماعية والاقتصادية للفقراء والطبقة الوسطى، و فرض مزيد من الرقابة الفعالة على الأسواق لمواجهة جشع التجار حتى لا يتحكم القطاع الخاص في تلك الأسواق بالتعطيش والاحتكار تارة، والمغالاة والغش تارة أخرى.
ننتظر من الحكومة أيضاً سرعة دمج الاقتصاد الموازي في الرسمي، ففي ذلك فوائد عديدة للدولة من ضرائب ورسوم.. ولابد للحكومة من انتهاج فكر جديد خارج الصندوق كما طالبها بذلك الرئيس السيسي لتوفير موارد حقيقية ومضاعفة الإنتاجية.
اقرأ أيضا : أبدا لم يكن ربيعا بل كان تدميرا!
ومع إطلالة عام جديد تتعاظم الآمال أن يشهد طفرة حقيقية في الصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار، وأن تبادر الحكومة بمزيد من ترشيد الإنفاق وأن تعطي القدوة من نفسها للشعب الذي ينظر إليها منذ القدم بحسبانها الأب والأمن والركن الذي يأوي إليه في الملمات.. وهي في الوقت ذاته مصدر المنغصات والمتاعب بالنسبة له، ومن ثم فهي – أي الحكومة- مطالبة دائماً بإرضائه وإصلاح اختلالات متراكمة منذ زمن بعيد، ومهمتها كما في كل الدنيا أن ترعى الشعب وتسهر على خدمته وتدبر كل أموره واحتياجاته وتدير الموارد والنظم بصورة فعالة، فضلاً عن مواجهة التحديات والدفاع عن المصالح العليا للبلاد وحمايتها ضد المخاطر الداخلية والخارجية.
واقرأ أيضا: الاستعمار الجديد.. وكيف نجت مصر منه!
وفي المقابل لا يريد المواطن منها إلا أن تعامله باحترام وتهتم بشكاواه وتستمع لمطالبه وتتجاوب مع طموحاته وتزيل متاعبه، وتلك الأمور إذا تحققت فإنها مؤشر على نجاح الحكومة سياسياً.