لعبة الحرب الأمريكية الإيرانية!
الضربة الصاروخية التى استهدفت القاعدة العسكرية الأمريكية فى أربيل حامت حولها الشكوك، فبل أن يعلن الجانب الأمريكى حجم الخسائر البشرية وغير البشرية لها.. وتتركز هذه الشكوك فى أن هذه الضربة جاءت لتبدو أنها انتقام إيراني كبير لاغتيال الجنرال سليمانى ، لإقناع الرأى العام الإيرانى أن طهران ثأرت لرجلها المهم الذى فقدته، دون أن تكون مؤلمة للأمريكيين..
ولذلك لم يكن مصادفة أن يتم دفن رفاته بعد إتمام الضربة الصاروخية التى تمت على مرحلتين، فضلا عن تصريحات قادة الحرس الثورى التى فاخرت بهذه الضربة التى استهدفت الوجود العسكرى فى المنطقة الذى سبق أن أعلنت طهران ان إنهاءه هو الثأر المطلوب لسليمانى.. فهذه الضربة استهدفت أكبر قاعدة عسكرية فى العراق. ولم تنجح وسائل الدفاع الأمريكية فى التصدى لأى صاروخ إيرانى فيها، رغم ان عدد الصواريخ الذى استهدف أربيل فاق طبقا للتقديرات الامريكية عشر صواريخ، وطبقا للتقديرات الإيرانية بلغ ١٧ صاروخا..
اقرأ أيضا : مصر والحرب!
غير أنه فى المقابل سقط عدد منها خارج القاعدة، ولم تعلن واشنطن ولا طهران عن حجم الخسائر الأمريكية فيها، بل إن البنتاجون الأمريكى حرص على القول إن الضربة الإيرانية جاءت بينما كانت القاعدة فى حالة استعداد لها بعد التهديدات الأمريكية، مشيرا إلى أنه كانت لدى البنتاجون تحذيرات بهذه الضربة قبلها بوقت كاف، وتحدثت مصادر عراقية فى أربيل عن سقوط ضحايا من المدنيين العراقيين.
وعزز هذه الشكوك ما أعلنه وزير الخارجية الإيرانى بعد الضربة الصاروخية الأمريكية فى أربيل حينما اعتبرها هو الانتقام الذى تنشده طهران على مقتل جنرالها المهم، وأشار إلى أن إيران لا ترغب فى الدخول فى التصعيد، أى حرب مع الولايات المتحدة، وإن كان ذلك يمكن قراءته بطريقة مختلفة تستهدف إرسال رسالة لواشنطن حتى لا تمضى بعيدا فى ردها على هذه الضربة الصاروخية.
واقرأ ايضا : بداية ساخنة للعام الجديد
وبسبب هده الشكوك فى الضربة الصاروخية الإيرانية لم يتوقع عدد من المحللين أن تجر هذه الضربة الصاروخية كل من أمريكا وإيران إلى حرب شاملة، لأن الأسباب التى تحول دون حدوث هذه الحرب مازالت ماثلة، سواء على جانب إيران التى لا تتحمل أعباء وتكلفة هذه الحرب فى ظل عقوبات اقتصادية نالت الكثير من قدراتها، أو جانب أمريكا التى تتفادى إدارتها التورط فى حرب بمنطقتنا، خاصة فى سنة انتخابات رئاسية، فضلا عن أن هذه الحرب سوف تضر بجهودها لتحسين الوضع الاقتصادى الامريكى الذى تتباهى به وتعتبره أحد أوراقها الرابحة فى هذه الانتخابات.
وهكدا يلعب الأمريكان والإيرانيون لعبة الحرب، مع الحرص الكامل بعدم التورط فيها، أى يلعبون لعبة الحرب بحساب حتى لا تنزلق أقدامهم فى وحلها!