"ثلاثون عاما حرية".. مبادرة تستحق التكريم
ذهبت منذ فترة إلى كنيسة قصر الدوبارة بدعوة كريمة من الدكتور إيهاب الخراط استشاري الطب النفسي لحضور الاحتفالية المقامة تحت شعار "ثلاثون عاما حرية" بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيس برنامج “الحرية لعلاج الإدمان”..
وقبل أن أتحدث عن الاحتفالية التي حرصت على اصطحاب ابنتي ذات السبعة أعوام إليها لتستمع وترى وتتخيل كيف استطاع مجموعة من الناس خوض الصعاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل، سأتحدث في سطور قليلة عن مؤسس البرنامج الدكتور إيهاب الخراط، عرفت الرجل منذ ما يقرب من سبع سنوات، كان لقاؤنا الأول لأسباب ليس لها علاقة بمهنته، ولكن مع توطد العلاقة بدأت أتعرف منه للمرة الأولى على سياسة الباب المفتوح لعلاج الإدمان، التي تعتمد بالدرجة الأولى على رغبة المريض في التعافي، لذا تترك الأبواب مفتوحة لمن يرغب في مغادرة المكان..
فدون إرادة المريض لن ينجح العلاج، واستغربت وجودها بل ونجاحها كما أخبرني، وقد كانت معلوماتي في ذلك الوقت عن علاج الإدمان لا تتعدى بعض ما يتردد من أقاويل وما تصوره لنا الأفلام السينمائية، من أن المريض لابد وأن يعامل بعنف حتى يتعافى من أعراض الانسحاب، وكنت أعرف أيضا أن تلك الطريقة لا تؤتي ثمارها، لذلك لم يكن هناك مريض واحد ثبت شفاؤه، لكن الدكتور “الخراط” استطاع أن يصل ببرنامجه لنسبة التسعين بالمائة شفاء، من إجمالي عدد المنخرطين بالبرنامج على مدار ثلاثين عاما.
اقرأ أيضا: من وحي وفاة "هيثم أحمد زكي"
لذلك حرصت على تلبية الدعوة نظرا لقيمتها العظيمة من وجهة نظري، وأثناء وجودي في الحفل استمعت لقصص نجاحات بعضها تخطى العشرين عاما، وأصبح أصحابها في مراكز مرموقة، وكانوا يرون قصصهم بفخر واعتزاز.وهنا خطرت الفكرة على بالى: لماذا لا يعلن عام ٢٠٢٠ عاما للتعافي من الإدمان؟ على أن تكون المبادرة تحت رعاية السيد الرئيس.
اقرأ أيضا: كارثة قانون الإيجار القديم
فالأمر يستحق منا جميعا منح هؤلاء الراغبين في تغيير حياتهم للأفضل دفعة تعيينهم على ذلك التغيير، وتمنح إلي جوارهم الوقاية لأشخاص آخرين قبل أن يقدموا على خوض تلك التجربة التي تدمر المجتمع قبل أن تدمرهم، واعتقد أن تلك الطريقة ستجني ثمارها أفضل من الحملات الإعلانية التي تطلق بين الحين والآخر، فشعور مريض الإدمان بوقوف المجتمع خلفه وتقبله سيعطيه دافعا كبيرا نحو التغيير.
كل التقدير والتحية للدكتور إيهاب الخراط ورفاقه على مساعدة آلاف الأشخاص على استعادة حريتهم، وكل الأمنيات أن نجعل من عام ٢٠٢٠ عاما للتعافي من الإدمان.
ahmed.mkam@yahoo.com