من وحي وفاة "هيثم أحمد زكي"
توقفت كثيرا أمام مشهد وفاة الفنان (هيثم أحمد زكي) رحمه الله، وأهم ما استوقفني واسترعي انتباهي تلك الكلمات المؤثرة والمشاعر الجياشة، التي رثاه بها الكثير من الناس، سواء من عرفه عن قرب أو من عرفه فقط عبر شاشات السينما والتليفزيون.
الجميع كانت كلماتهم تعبر عن مدي الحزن والألم الذي اعتصرهم، لوفاة الفنان الشاب وحيدا كما عاش وحيدا مفتقدا الجميع، حتى إنه عبر في حياته عن ذلك بكلمات تشابهت مع ما يجيش في صدره من ألم الوحدة، نطقت بها ملامح وجهه، قبل أن تخرج من بين شفتيه في أحد اللقاءات التليفزيونية.
الكلمات التي نعاه بها كثير من الناس أيضا تشبههم، فهي في رأيي زائفة مثل علاقتهم بالفنان الراحل، وأخص هنا الذين يعرفونه عن قرب. فماذا تفعل قصائد المدح والتعاطف لمن غيبه الموت؟
كان "هيثم" يحتاج لتلك المشاعر وهو على قيد الحياة، ليشعر ويستمتع بها، وإلا فما صرح بفقدانه لها علنا وكان تصريحه رسالة تحتوي على صرخة مكتومة، لكنها لم تصل لأحد فرحل وحيدا كما توقع، فمن شابه أباه فما ظلم، ويبدو أننا لا نجيد قراءة رسائل الأحياء إلا بعد موتهم.
مشهد آخر استوقفني عندما قرأت عبر بعض المواقع أخبارا توحي بأنه لا يوجد أحد من أهل الفنان يريد استلام جثمانه، متغافلين عن معرفة الحقيقة، مستهدفين للترند وسواء صح ما ذكرته إحدي أقربائه أم لا من أن القانون يعطي الحق فقط للأقارب من الدرجة الأولى باستلام الجثمان، وهو ما لم يتوفر في الحاضرين من أقاربه، وبغض النظر عن ذلك فإن الكلمات التي خطتها أيادي هؤلاء أيضا تشبههم، فهي مثلهم بلا مشاعر، ولعل من كتبوا تلك الكلمات لم يقرأوا الأبيات العبقرية التي نظمها الأديب والكاتب (عبد الرحمن الشرقاوي) في مسرحيته "الحسين ثائرا"، حين تساءل وأجاب في آن واحد عن معني الكلمة قائلا:
أتعرف معني الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة.. ودخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرية.. وزاد مزخور
الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة.. يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي.
لذا أنصح نفسي وإياكم بتخير طيب الكلام، فالكلمة الطيبة صدقة، والأهم ألا تأتي بعد فوات الأوان، فالكلمة تشبه صاحبها
مشهد آخر استوقفني عندما قرأت عبر بعض المواقع أخبارا توحي بأنه لا يوجد أحد من أهل الفنان يريد استلام جثمانه، متغافلين عن معرفة الحقيقة، مستهدفين للترند وسواء صح ما ذكرته إحدي أقربائه أم لا من أن القانون يعطي الحق فقط للأقارب من الدرجة الأولى باستلام الجثمان، وهو ما لم يتوفر في الحاضرين من أقاربه، وبغض النظر عن ذلك فإن الكلمات التي خطتها أيادي هؤلاء أيضا تشبههم، فهي مثلهم بلا مشاعر، ولعل من كتبوا تلك الكلمات لم يقرأوا الأبيات العبقرية التي نظمها الأديب والكاتب (عبد الرحمن الشرقاوي) في مسرحيته "الحسين ثائرا"، حين تساءل وأجاب في آن واحد عن معني الكلمة قائلا:
أتعرف معني الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة.. ودخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرية.. وزاد مزخور
الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة.. يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي.
لذا أنصح نفسي وإياكم بتخير طيب الكلام، فالكلمة الطيبة صدقة، والأهم ألا تأتي بعد فوات الأوان، فالكلمة تشبه صاحبها
ahmed.mkan@yahoo.com