أمريكا والتدخل التركي في ليبيا!
لم يضف مصدر وزارة الخارجية الأمريكية كثيرا عندما قال إن واشنطن ما زالت تعترف بحكومة السراج، ولكنها فى ذات الوقت على صلة بكل القوى التى أسماها فاعلة فى ليبيا، لوقف الصراع الدائر فيها والتوصل إلى حل سياسى للازمة الليبية.. فهذا أمر معروف ولم يضف جديدا، بما فى ذلك انتقاد ما يراه الأمريكان وجودا روسيا مرفوضا من خلال مجموعة “فاغنر” التى توصف غربيا بأنها مرتزقة روس.
لكن ما كان منتظرا من ذلك المصدر الأمريكى أو غيره هو أن يُبين موقف واشنطن تجاه التدخل التركى فى ليبيا، وهو التدخل الذى يأتى خرقا للقانون الدولى.. غير أن المصدر سكت عليه، مثلما سكت على الاتفاق البحرى الذى وقعه السراج مع تركيا والذى رفضه حلفاء واشنطن الأوروبيين، لأنه يمكن الأتراك من السطو على ثروات الغاز المملوكة لغيرهم فى شرق المتوسط.
اقرأ أيضا
ولذلك يبقى السؤال معلقا: ماذا سيكون موقف واشنطن إذا ما أقدم أردوغان على إرسال قوات تركية الى ليبيا لتحارب بجانب السراج ومليشياته؟.. هل ستكرر واشنطن موقفها تجاه غزوه للأراضى السورية، أى تسكت وتكفى فقط بتحجيم ذلك الغزو وبالتالى تحقق له بعض ما يريده ذلك الطامع فى أراضى وثروات الغير، والمتطلعة إلى إحياء الإمبراطورية العثمانية؟.. أم سيكون لها موقفا مختلفا ينهر ترامب عن القيام بذلك؟
واقرأ أيضا: حل مشروط للمسألة الليبية
إن أردوغان بما فعله مؤخرا وهو الهجوم على التدخل الروسى فى ليبيا يحاول استمالة الأمريكان فى ليبيا حتى يتركوه يفعل مايبغى ويريد.. ولذلك علينا ألا نكتفى بمراقبة الموقف الأمريكى فى هذا الصدد فقط، وإنما علينا التواصل مع الأمريكان لتنبيههم لخطر التدخل التركى فى ليبيا كما نراه، ورفضنا القاطع له.. باختصار نحن نحتاج لتعبئة دولية ضد أردوغان وما يفعله فى ليبيا.