أردوغان يتراجع.. وحفتر يتقدم!
فى غضون الساعات القليلة الماضية تغيرت الصورة تماما فى ليبيا.. فقد تراجع أردوغان عن تهديداته سواء الخاصة بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا لدعم السراج والمليشيات المتحالفة معه لإنقاذ حكومته من السقوط، أو تلك التصريحات الأخرى التى تنذر الحكومات التى تريد أن تبحث عن الغاز فى المتوسط أن تستأذن أولا تركيا ..
وفى ذات الوقت أعلن المشير حفتر قائد قوات الجيش الليبى بدء معركة استعادة طرابلس وما أسماه فك أسرها من قبضة المليشيات الإرهابية المسلحة، وهو الإعلان الذى بدأ تنفيذه بالفعل وأخذت قوات الجيش تتقدم على عدد من المحاور المختلفة فى اتجاه قلب طرابلس.
وقد حدث ذلك كله فى أعقاب بعض التطورات التى لا يمكن تجاهلها، أهمها أولا أن الجيش الليبى تمكن من فرض سيطرته الجوية على سماء ليبيا، وبشكل خاص سماء طرابلس، وهو التطور الذى يراه بعض المحللين تم بمساعدة روسية فى مواجهة طائرات الروس التى زود بها أردوغان السراج قبل شهور..
وثانيا التدريبات والمناورات البحرية التى قامت بها القوات البحرية المصرية، والتى شهدت كما لاحظت وسائل إعلام غربية وروسية فيها تجربة استخدام صاروخ يغطى المناطق الاقتصادية المصرية فى البحر المتوسط..
والثالث هى التصريحات التى أدلى بها الرئيس السيسى وتناولتها فى مقال أمس، والتى بشر بها الليبيين بحل لمشكلتهم فى غضون الشهور القليلة القادمة، وهى التصريحات التى أكد فيها أن هذا الحل سوف يقترن بتصفية البؤرة الإرهابية الموجودة فى ليبيا.
ويأتى التراجع التركى ليعزز من احتمالات تغير الوضع فى ليبيا فى صالح من يواجهون التنظيمات الإرهابية بها .. لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نتوهم أن أردوغان سوف يستسلم بسهولة ولعله سوف يلجأ الى ذات ما فعله فى سوريا من قبل، وهو توريد الإرهابيين الذين يحتفظ بهم فى تركيا الى ليبيا فى محاولة لاستنزاف الجيش الليبى، حتى ولو تمكن من السيطرة على طرابلس العاصمة.. فإن المعركة ما زالت مستمرة.