صدام روسى تركى فى ليبيا !
لم تمض سوى ساعات قليلة على تصريحات الرئيس الروسى بوتين حول الموقف الروسى الذى اعتبره محايدا فى ليبيا، بالحرص على تواصل مع السراج وحفتر، حتى خرج متحدث باسم الخارجية الروسية ليهاجم إرسال تركيا قواتنا إلى ليبيا، ومنتقدا للاتفاقيات التى وقعها السراج مع أردوغان سواء تلك الأمنية أو المتعلقة بغاز شرق المتوسط.
ولم ينتطر الرئيس التركى أردوغان طويلا، إذ خرج هو الآخر ليرد على المتحدث الروسى بتصريحات يتهم فيها الروس بدعم حفتر عسكريا، من خلال ما أسماه مرتزقة مدعومين من روسيا (ما يطلق عليه جيش فاغنر).
ويسبق هذا الصدام التركى الروسى الذى يحدث من خلال التراشق بالتصريحات، قبيل إرسال مبعوثين أتراك إلى موسكو للتباحث حول المسألة الليبية، وأيضاً قبل اللقاء المتوقع بين الرئيسين الروسى والتركي فى موسكو.. وهو يشى بأن موقف روسيا تجاه التدخل العسكرى في ليبيا سيكون مختلفا عن الموقف الروسى تجاه التدخل التركى فى روسيا، حيث غضت موسكو الطرف عن هذا التدخل، بل ونظمت مع القوات التركية فرق تفتيش عسكرية للتأكد من انسحاب القوات الكردية من منطقة الحدود السورية التركية.
اقرأ أيضا: أردوغان يتراجع.. وحفتر يتقدم!
حيث كان هناك رغبة روسية وسورية فى تحجيم وجود القوات العسكرية الكردية التى تربطها علاقات تعاون عسكرى مع أمريكا.. أما في ليبيا فإن من مصلحة الروس الرهان أكثر على الجيش الليبى وليس على السراج وحكومته، الذى يلقى الدعم من الغرب أساسا مع تركيا، وهدا ما يفسر هجوم الأمريكان على ما اعتبروه تدخلا روسيا فى ليبيا، وها هو أردوغان يسير فى ركابهم ويفعل ذات الشىء.
واقرأ أيضا: فى انتظار موسكو!
وبالتأكيد سوف يضع أردوغان في اعتباره ذلك الموقف الروسى هذا الخاص بليبيا وهو يفكر فى طرح ورقته الأخيرة بها، وهى إرسال قوات، وليس مجرد خبراء كما هو حادث الآن، للحرب مع ميليشيات السراج والإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، خاصة وأن روسيا تستطيع أن ترد عليه ليس فى ليبيا فقط وإنما فى سوريا أيضا، بل لعلها بدأت الضغط عليه بمساعدة القوات السورية فى التقدم فى مناطق كانت تحت سيطرة قوات تركيا، وتخضع لاتفاقات التهدئة.