روح حلوة!
كما منعنى المرض في بداية العام من المشاركة في احتفال دفعتى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية (دفعة ٦٩) بيوبيلها الذهبى منعنى السفر إلى موسكو في نهاية العام من حضور حفل تكريم الكلية للدفعة، مع دفعة ٩٤ بيوبيلها الفضى ودفعة ٢٠١٩ بتخرجها.. ولذلك أتطلع لحضور الاحتفال الخاص بدفعتنا الذي تنظمه إدارة الكلية في شهر فبراير المقبل، والذي تم تحديده لتتمكن الطيور المهاجرة للدفعة من المشاركة فيه.
وإذا كان كثيرون يعتبرون دفعتنا (السابعة) واحدة من الدفعات المتميزة لكليتنا، فإنها تتسم بروح جميلة حلوة ما زالت تتمتع بها رغم مرور نصف قرن على تخرج بناتها وأبنائها، وقد تعددت تفسيرات ذلك، فهناك من يرى السبب أنها من الدفعات الأولى والمبكرة لكليتنا التي كانت وليدة وتحظى وقتها برعيل من الأساتذة الكبار والأكفاء من بينهم الدكاترة "محمد زكى شافعى" و"بطرس غالى" و"محمد فتح الله الخطيب" و"عبدالملك عودة" و"عز الدين فودة" و"حامد ربيع" و"أحمد الغندور" و"إبراهيم صقر"..
اقرأ أيضا: حل مشروط للمسألة الليبية
وهناك من يرى أن بناتها وأبناءها كانوا يمثلون نخبة متميزة من الطلاب الذين أقبلوا بحماس على الدراسة في الكلية الوليدة، ولذلك قدمت هذه الدفعة نماذج ناجحة من الوزراء والسفراء وأساتذة الجامعة والصحفيين والإعلاميين وأيضًا السياسيين والخبراء الاقتصاديين والإداريين، بل ورجال الأعمال، وهى أول دفعة يتولى اثنان منها عمادة الكلية فيما بعد، وهناك من يعتقد أن عدد أبنائها الذي لم يتجاوز المائة والخمسين سمح بتوثيق العلاقة بينهم، ولذلك نجحت الزميلة السفيرة "سعاد شلبى" التي نعتبرها عميدة دفعتنا في تنظيم لقاءات دورية مستمرة لهم على مدار نصف قرن.
واقرأ أيضا: الادارة والمتغيرات !
وكل ذلك صحيح ولكنى أضيف إليه أن دفعتنا الذهبية لم يجمع بين من ينتمون إليها الدراسة فقط والتنافس فيها، وإنما جمع بينهم أنشطة متنوعة وعديدة، ثقافية وفكرية واجتماعية ورياضية، أي هناك حياة مشتركة تجمعنا معا، والحياة المشتركة تَخلق المحبة والتفاهم والاحترام والتقدير المتبادل لبعضنا البعض، وهذا أحلى ما في دفعتنا، إنها روحها الحلوة الجميلة.