رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإدارة والمتغيرات !


عندما غادرت موسكو ودعتنى وهى ترتدى ثوبها الأبيض.. فقد اكتست شوارعها وأسقف منازلها وأشجارها باللون الأبيض، لون الثلج الذي بدا ينهمر عليها، والذي لم أراه طوال أيام زيارتى لها، رغم أن درجة الحرارة كانت خلالها تحت الصفر..


كان منظر موسكو بالثلج مبهجا ومثيرا في النفس الفرح، ولم يكن يعوق أهلها أو المقيمين فيها من ممارسة حياتهم المعتادة.. وكان الملفت للانتباه أن جرافات الثلوج كانت جاهزة وتعمل بجد ونشاط لتمهيد الطريق أمام السيارات التي تمتلئ بها شوارع المدينة.. وفى المطار عندما أعاقت الثلوج الطائرة من التحليق تم على الفور إذابة الثلوج عن جناحيها لتنطلق وتحلق في السماء.

وهنا يمكننا أن نستنج أن الإدارة في أي مكان يتعين أن تكون جاهزة لكل المتغيرات، سواء المتوقعة أو غير المتوقعة.. فإن الأحوال سواء على المستوى الميكرو (مؤسسة، شركة، محافظة وبلدية) أو على المستوى الماكرو مثل الدولة ليست ثابتة بل هي متغيرة..

ولذلك يجب رصد هذه المتغيرات أولا بأول والتعامل معها بدون إبطاء، وذلك لن يتحقق إلا بأن تكون الإدارة في حالة استعداد دائم ومستمر.

وبالطبع الاستعداد بالتكنولوجيا يساعد الإدارة على مواجهة المتغيرات وحسن التعامل بها بدون إبطاء.. وهذا ما لجأ له الروس في الإجراءات الأمنية داخل مطاراتهم، والتي تشبه ما تستخدمه المطارات الأمريكية منذ حادث ١١ سبتمبر، خاصة ما يتعلق بهذا الجهاز الإشعاعى الذي يكشف بلا عناء إذا كان أي مسافر يحمل معه أي محظورات أم لا.. فإن التكنولوجيا كما تساعد في توفير الأمن، فإنها تساعد في تحقيق أمور أخرى، لعل أهمها مواجهة الفساد..

وحسبنا أننا تنبهنا لذلك مؤخرا، غير أننا يجب أن ننتبه لمحاولات البيروقراطية المصرية العتيدة لإجهاض الاعتماد على التكنولوجيا، مثلما فعلت في إدارة التأمينات، التي رغم ميكنتها منذ سنوات مضت باعتماد الملفات الإلكترونية، مازالت الوثائق الورقية هي الأساس في اعتماد وصرف المعاشات لمن يصل لسن التقاعد.
Advertisements
الجريدة الرسمية