رئيس بلا عقل
منذ تقلده مقاليد الحكم في يناير 2017، وهناك إجماع على أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يتمتع بشخصية عصبية متقلبه المزاج، لا تحكمها أعراف دبلوماسية أو بروتوكولية، ويتصرف كأنه رجل "بلا عقل" مما أجبر الجميع على التعامل معه كـ "حالة" تحتاج إلى "دراسة نفسية"، وقد تنتهي رئاسته لأمريكا بطريقة غير طبيعية تتناسب وطبيعة شخصيته.
وهو ما قد يحدث بالفعل، حيث أصبح "ترامب" قاب قوسين أو أدنى من العزل من منصبه، بعد أن أقرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، لائحة الاتهام الموجهة له باستغلال السلطة، وعرقلة أعمال الكونجرس، مما يمهد الطريق للتصويت على عزله خلال الأيام القليلة القادمة.
وعلى الرغم من أن لائحة الاتهام الموجة لـ "ترامب" تقتصر على "إساءة استخدامه للسلطة والحصول على منفعة شخصية، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، إلا أنها لم تكن الوحيدة التي توجه له خلال السنوات الأربع الماضية، حيث يكاد يكون هناك إجماع على أنه "الرئيس الأكثر وقاحة، وعجرفة، وسلاطة اللسان" بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة جعلت البعض يشكك في إدراكه لحساسية الموقع الذي يشغله، لإصراره على الانزلاق إلى تفاهات، وخلافات، لا تتناسب ووضعه كحاكم لأكبر وأقوى دول العالم.
اقرأ أيضا: لا لعودة العلاقات مع قطر
فخلال حفل الأوسكار في العام قبل الماضي، تسأل مقدم الحفل “جيمى كيميل” مازحا عن سر غياب “ترامب” عن متابعة الأوسكار، وأمسك بهاتفه وكتب تغريدة عبر حسابه الشخصى على موقع “تويتر” قال: “ما الحال ترامب” فرد عليه الرئيس الأمريكى بتغريدته في الحال قائلا: “لدى بلد أديره يا حمار” .
وفي أغسطس قبل الماضي، وصف ”ترامب” الموظفة السابقة بالبيت الأبيض “أوماروسا مانيجولت نيومان” بـ“الكلبة” بعد أن اتهمته في كتابها “المعتوه” بالإدلاء بتصريحات مهينه للأمريكيين الأفارقة، فخرج “ترامب” بتغريدة على” تويتر” قائلا: (عندما تعطي إنسانة دنيئة مخبولة باكية، فرصة، وتوفر لها وظيفة في البيت الأبيض، أظن أن ذلك لا يجدي، لقد أحسن “الجنرال جون” كبير موظفي البيت الأبيض بإقالة هذه “الكلبة” بسرعة).
وفي نوفمبر قبل الماضى أيضا، دخل الرئيس الأمريكي في حرب كلامية مع الصحفي "كارل برنستين" بعد أن نشر تقريرا يتعلق بقضية المحامى “مايكل كوهين” فخرج الرئيس الأمريكي ووصف برنستين ب"القذر، والأحمق، والمنحط الذي اختلق قصصا من وحي خياله".
كما لم يستطع “ترامب” كبح جماح غضبه، خلال مؤتمر صحفي عقد بالبيت الأبيض في أواخر العام الماضي، وأخذ يكيل الاتهامات إلى مراسل شبكة سي إن إن “جيم أكوستا” بعد أن وجهه إليه سؤال عن خسارة أغلب المرشحين الجمهوريين، وتتطرق لملف فضائحه الجنسية، فنفجر “ترامب” قائلا: "يجب أن تخجل من نفسك، وعلى سي إن إن نفسها أن تخجل من توظيفك لديها، إنك كاذب وتختلق القصص، وشبكته الإخبارية تضلل الشعب الأمريكي وتزيف الحقائق".
واقرأ أيضا: الوطن الازرق
وفي أبريل قبل الماضي، سب "ترامب" الرئيس السوري "بشار الأسد" على خلفية الهجوم الكيميائي بالغوطة الشرقية، وقال على موقع تويتر: إن الرئيس بوتين وروسيا وإيران يتحملون المسؤولية عن دعم "الحيوان الأسد" ولو عبر الرئيس أوباما خطه الأحمر الذي رسمه على الرمل، لولى إلى غياهب التاريخ.
كما وجه رئيس الأمريكي سيلا من السباب لرئيس كوريا الشمالية، ووصفه بـ "الرجل المجنون" الذي يملك سلاحا نوويا، وسخر من وزنه الزائد، ووصف دول "هاييتي والسلفادور والدول الأفريقية" بـ"الحثالة". كما هاجم "ترامب" السعودية في أكثر من مناسبة، لدرجة أنه وصفها بـ”البقرة الحلوب التي تدر ذهبا ودولارات تحت الطلب الأمريكي"، وطالبها بدفع ثلاثة أرباع ثروتها كبدل عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية للمملكة داخليا وخارجيا.
للأسف، هكذا يتعامل "ترامب" مع الجميع، وهكذا قد تنتهي فترة ولايته، ليصبح الحكم على شخصيته مرهونا بكلمة خبراء الطب النفسي في العالم.. وكفى.