لا لعودة العلاقات مع قطر
هل هناك بالفعل تحركات دبلوماسية غير معلنة، تتم في الخفاء لتمهيد الأجواء لعودة العلاقات بين كل من "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" مع "قطر" خلال الأيام القليلة القادمة، وهل تلك المصالحة "إن تمت" ستلقي قبولا شعبيا لدي شعوب الدول الأربعة؟ .
فعلى الرغم من عدم خروج أي من المسئولين الرسميين في "مصر أو السعودية أو الإمارات أو البحرين" ليؤكد أو ينفي حقيقة الأنباء التي تتحدث عن وجود خطوات تتم في الكواليس لإنهاء القطيعة التي فرضتها الدول الأربعة على "قطر" منذ يونيو 2017، إلا أن كل المؤشرات تؤكد وجود تحركات فعلية في هذا الاتجاه.
ولعل ما يجعلني أؤكد تلك الفرضية، ذلك التغبير المفاجئ في مواقف اتحادات كرة القدم في كل من "المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين" وعودتهم للموافقة على المشاركة في بطولة الخليج 24 لكرة القدم، التي أقيمت في "الدوحة" خلال الفترة من 26 نوفمبر وحتى 8 ديسمبر الماضي، على الرغم من إعلان الدول الثلاث في وقت سابق "مقاطعة البطولة" وإجراء مراسم سحب قرعة البطولة بدونهم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كشفت تقارير لصحفية "وول استريت جورنال" الأمريكية، عن زيارة سرية قام بها الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" وزير الخارجية القطري إلى المملكة العربية السعودية، قدم خلالها عددا من الاقتراحات لإنهاء قطيعة الدول الأربعة لقطر، في مقدمتها استعداد الدوحة للتخلي عن جماعة الإخوان.
كما تحدثت تقارير أخرى عن اجتماع عقد في العاصمة الأردنية عمان خلال نوفمبر الماضي، جمع مسئولين خليجيين بينهم "قطريبن" تم خلاله مناقشة عدد من النقاط الخلافية ال 13 التي تشترط الدول الأربعة على الدوحة ضرورة تحقيقها لعودة العلاقات.
كما أعلنت وكالة الأنباء القطرية نهاية الأسبوع الماضي، أن الأمير "تميم بن حمد آل ثاني" تلقى رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك "سلمان بن عبدالعزيز " دعاه فيها للمشاركة في الدورة الـ 40 لقمة مجلس التعاون الخليجي، التي ستنطلق في العاصمة السعودية الرياض في العاشر من هذا الشهر.
ونهاية الأسبوع الماضي أيضا، خرج الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" وزير الخارجية القطري بتصريحات علنية، أكد خلالها أن المشاورات مع المملكة العربية السعودية قد عادت، وأنها تعدت الحديث عن مطالب الرياض الـ 13 لعودة العلاقات، وتجاوزت ذلك للحديث عن الرؤى المستقبلية للعلاقات بين البلدين، مشددا على أن الشئون الداخلية القطرية لن تكون محل تفاوض مع أي طرف.
للأسف، إن هناك كثيرا من الشواهد تؤكد أن هناك تحركات فعلية وغير معلنة تتم في الخفاء لعودة العلاقات "المصرية - السعودية - الإماراتية - البحرينة" مع "قطر" وأن تلك التحركات جميعها تتم من خلال إتصالات مع مسئولين سعوديين فقط.
وعلى الرغم من أن تلك العودة "إن تمت" عاجلا او اجلا، قد تكون "مقبولة سياسيا" إلا انتي أؤكد انها سوف تكون "مرفوضة شعبيا" وستأتي على غير رغبة شعوب الدول الأربعة، التي أصبحت لا تستطيع "نفسيا" القبول بفكرة وجود علاقات سوية مع "الدوحة" بعد كل المؤامرات والدعم الغير محدود، الذي قدمته لدول وجماعات متطرفة، من أجل تهديد واستهداف الدول الأربعة.
في الوقت الذي مازالت فيه المواقف السياسية للدوحة تسير عكس الإجماع العربي، وآخرها تأيد الاجتياح التركي للأراضي السورية، والحملة الشرسة التي تشنها "قناة الجزيرة القطرية" لتأليب العالم على الدول الأربعة، وتلفيق لهم من التهم يوميا ما يكفي لتصنيفهم عالميا ب "الأسوأ" والأكثر دموية وديكتاتورية.
أؤكد، أن الشعوب في كل من "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لن تقبل بعودة العلاقات مع قطر في ظل وجود " تميم" ونظامه على رأس السلطة، وأنه من الأفضل للقيادة السياسية في الدول الأربع ترك باب المصالحة مغلقا في وجه النظام القطري، الذي أثبتت الأيام أنه لا أمل في تغيير سياساته الكارثية التي لا تحمل سوى كل الشر للشعوب العربية.. وكفى.