حقك علينا يا "أميرة"
ربما صرت أشعر بأن ما قاله عميد الأدب العربي في الدكتور "طه حسين" في قصة الأيام، التي تناولت أجزاءً كبيرة في حياته ليست فيها تحامل على من حوله، عندما كان يحاول أن ينجح، كما كان ينتقده البعض من النقاد في سرده الأحداث وحديثه عن عائلته والشيوخ بالأزهر.
منذ أربعة سنوات تقريبًا عندما تقدمت للالتحاق بكلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة في مصر، تفاجأت برفضي ولكن السبب كان مضحكا للغاية، وهو أن ساقي العرجاء لن تمكنني من الدراسة حسب وجهة نظرهم، ولكن رد الله الاعتبار لي، وصرت أدرس في واحدة من أفضل جامعات روسيا الاتحادية، وكأن الله يصالحني بطريقته.
ولكن حينما يتكرر الموضوع بشكل جديد وغريب وفي الوقت الذي يدعو فيه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على إلحاق الكوادر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يمد لهم يد العون حتى يختلطوا بالمجتمع وينالوا ما يستحقونه من نجاح ومكانة، إذ بنا نكتشف أن المشكلة ليست مشكلة دولة ومؤسسات، ولكن مشكلة أشخاص لا يدركون قيمة الإنسان والإنسانية قبل إدراكهم لقيمة الوطن وكل مواطن يعيش فيه!
"أميرة سدراك" شابة ربما لم تكمل عامها الثامن عشر بعد، حصلت على مجموع اثنين وتسعين بالمائة بالثانوية العامة وتم ترشيحها لمعهد فني صحي في محافظتها، ولكن منذ أول يوم صارت تتردد فيه على المعهد تتفاجئ بكلام عميدة المعهد لها بطريقة لا تليق بإنسانة ربما الله جعلها تجلس على كرسي متحرك لحكمة لا يدركها غيره، ولكن قلبها ما زال كقلب الأطفال لا يتحمل كل ذلك العنف والتنمر.
منذ أول يوم والعميدة تخبرها بأنها لا يمكن لها الدراسة، ومن الأفضل لها أن تجلس في البيت ما دامت "معاقة" –على حد تعبيرها-، ولكن يظل السؤال الملح في عقلي وعلى قلبي، ربما "أميرة" تكون هناك مشكلة في جسدها، ولكن متى سندرك المشكلة التي في قلوبنا!، متى سندرك بأن البعض ربما يولد ولديه مشكلات صحية، ولكن للأسف في بعض الأحيان تجبره أن يتعامل مع أشخاص لديهم مشكلات في المشاعر الإنسانية.
من حق "أميرة" وكل إنسان مثلها أن يحاول في طريقه وينجح، ومن واجب كل إنسان مهما كان مكانته أو منصبه أن يمد يد المساعدة لهم، فهم الأمل وهم الحياة وهم مصر كما كان يقول سيادة الرئيس..
Twitter: @PaulaWagih