لسه جميلة
الأسبوع اللي فات أقدر أقول إني اكتشفت أن لسه فينا جمال كبير، وحب كتير، رغم محاولات البعض أنه يفسد العلاقات والود بينا، وأثبتت لي قد إيه الشعب ده جميل وفيه طيبة مش هتلاقيها في أي حتة تانية رغم أي خلافات أو مشكلات نمر بيها.
أول موقف كان دعوة جت لي من صديقي الإمام والداعية "عبد الرحمن المكي" مكتوبة على ورقة ومصورة أمام الكعبة، وهو يدعو لي باتباع الحق دائمًا واتباع الدين الصحيح، ولكن البعض لم يفهم تلك الدعوة سوى بأنها دعوة صريحة بأن اهتدى للإسلام!
تجمعني بالشيخ "عبد الرحمن المكي" صداقة تمتد لأكثر من الخمس سنوات، ولا أتذكر إن موضوع الدين اتفتح إلا وهو مصحوب بالضحك لأن كل واحد فينا عارف كويس في دينه، ومقتنع بيه اقتناع تام مفهوش أي شك أو ارتياب في بعض الأمور.
حتى دعوته الأولى، أعلم بأنها كانت تحمل تورية في أن الناس بالتأكيد سيظنون أنه يتكلم عن الإسلام ويرى ديني كفرا، ولكن الحقيقة ليست كذلك لأنه لم يحدد أي دين أرادني أن أتبعه.
لكن اللي أسعد قلبي بعدها دعوة إحدى الفتيات لي من الكعبة أيضًا، وهي تشكرني بأنني كنت سببًا في رجوعها في القرب من الله، في البداية كنت أتعجب كيف لمسلمين يقرأون كتاباتي ذات الطابع الديني على فيس بوك وتويتر، لكن اللي أزال دهشتي وشكي هو حديثي في يناير الماضي حينما كنت في مصر، وكنت بتكلم مع صديقي المنشد "مصطفى عاطف" والشاعر المبدع "محمد إبراهيم"، أن كلامي ممكن يكون فيه طابع ديني، ولكن الحقيقة هو بيكشف حقيقة ربنا اللي ضاعت في عقولنا وسط تعاليم حواليها شوائب كتير.
لكن اتفاجئت بعد الدعوة دي بيوم واحد بس، بصديقتي الأديبة المتميزة "لينا النابلسي" تشير لي في تعليق على منشور الإعلامي "محمد الدسوقي رشدي" على فيس بوك وهو يقول: "لما تلاقي واحد مسيحي بيتشفع بالبابا كيرلس امسك فيه علشان دول أكتر ناس طيبين".
"لينا" كانت أول واحدة تسمع أحدث ترنيمة اتعملت السنة دي للبابا كيرلس، واللي كانت من كلماتي وأشعاري، وهي تعرف مدى حبي للمتنيح البابا كيرلس، لذلك أشارت لي في الكومنت، والكومنت والبوست نفسه كان حالة من السعادة والبهجة ليا.
وختامها مسك، دعوة "عبد الرحمن المكي" لي مجددًا باتباعنا لتعاليم المسيح وصحبته في الدنيا والآخرة، الدعوة اللي خلت قلبي "يزقطط" أن الحدود ابتدت تدوب بين المصريين واللي معرفش جت إمتى أو إزاي!
أتمنى أن مصر تفضل حلوة، ونرجع تاني واحد، مش مجرد شعارات كدابة، أو جمل بنكدب بيها على بعض في المناسبات، لكن حقيقة بنعيشها كل يوم وفي كل تفصيلة، وتعزياتي لكل مسلمي العالم في الحادثة نيوزيلندا، واللي بتثبت كل يوم أن الإرهاب ملوش دين، ولا له إله من الأساس، وأطلب من ربنا يسود السلام في العالم.