رئيس التحرير
عصام كامل

«تكتيك طارق شوقي يصطدم بواقع التعليم المر».. الوزير الحالم في مواجهة عقبات العملية التعليمية.. التسريب والغش الإلكتروني وأصحاب المصالح ثالوث يهدد مشروع النظام الجديد بالفشل

 الدكتور طارق شوقي،
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم

خلال أكثر من مناسبة أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أنه يدرس كل الأمور المتعلقة بملف التعليم قبل الجامعي، ويسعى لإحداث تغييرات جذرية في المنظومة التعليمية، لا ترتبط فقط بتغيير مجموعة من القيادات التي تتولى المسئولية في أماكن حساسة بديوان الوزارة، بل أيضًا من خلال بناء سياسة جديدة في التعامل مع قضايا التعليم، وتأسيس منظومة تختلف كلية عن المنظومة الحالية، حيث يؤمن الوزير بأنه لا صلاح للتعليم في ظل استمرار الأوضاع بما هي عليه الآن، ولكن يبدو أن الرياح تأتى بما لا تشتهى سفن الوزير والذي اصطدم في عدد من المحطات بمجموعة من المعوقات التي كان أهمها التسريب والغش الإلكتروني وأصحاب المصالح، ثالوث يهدد مشروع النظام الجديد بالفشل.


الارتقاء بالمعلم
خطة وزير التعليم، وفقًا لمصادر بديوان عام الوزارة، ترتكز في الأساس على الارتقاء بالمعلم مهنيًا، والتوسع في إنشاء المدارس التي تقدم أنماطًا تعليمية مميزة، ومنها مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب وضع نظام عمل جديد يقلص من تدخلات الوزير في إدارة العملية التعليمية وزيادة صلاحيات مديرى المديريات التعليمية بالمحافظات بحيث يتحول كل مدير مديرية إلى وزير تعليم في محافظته، وذلك من خلال تدعيم اللامركزية.

ومن ملامح خطة العمل التي يجهز لها الوزير يكون الارتقاء بالمعلمين على مستويين الأول قصير الأجل ويتمثل في مشروع «المعلمون أولا» والذي يهدف إلى الوصول بعدد المتدربين في المشروع إلى ١٠٠ ألف معلم، وأن يصل إلى نحو نصف مليون معلم بحلول عام ٢٠١٨، وعلى المستوى الثاني طويل الأجل يعمل الوزير بالتعاون مع التعليم العالى ورؤساء الجامعات لتطوير كليات التربية.

وبحسب المصادر، فإن وزير التعليم يؤمن أيضًا بأنه طالما استمرت مقاليد أمور التعليم في أيدي بعض الجهات الأمنية، فإنه لا أمل في الإصلاح، وأنه أعلن لعدد من الشخصيات المهتمة بالتعليم التي سبق له لقاؤها ضمن لقاءاته للاستماع للخبرات في مجال التعليم أن وجود الجهات الأمنية والرقابية له أهمية، ولكن حلول مشكلات التعليم تتطلب تفكيرًا خارج الصندوق بعيدًا عن القبضة الأمنية.

صدمة في القيادات
المصادر ذاتها أكدت أن «شوقي» أصيب بصدمة في غالبية قيادات الوزارة، إلى جانب إحباطه من تلك القيادات؛ بسبب تنامي الصراعات بينهم، وتركيز غالبيتهم على كيفية تحقيق مكاسب شخصية بعيدًا عن العملية التعليمية، وكذلك فقد تركزت معظم المطالب والشكاوى التي تلقاها الوزير من قيادات في الوزارة على مطالب بالترقي أو الحصول على مكافآت أو الخوض في أحاديث تنتقص من قدر قيادات أخرى.

كل المعطيات المشار إليها أكدت عدم رضا الوزير عن أداء القيادات، طبقًا لما قاله في اجتماعه بالمجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين وأعضاء المكتب التنفيذى لاتحاد طلاب المدارس، حيث قال: «إن الوزارة تعاني من مشكلات ضخمة، أغلب القيادات يعملون على ألا يظهروا القيادات الأقل»، مؤكدًا أنه يعمل حاليًا على تغيير ذلك النمط من التعامل».

تسريب الامتحانات
وبعد عام على تسريبات امتحانات الثانوية العامة في 2016، والتي كانت من أسباب الإطاحة بوزير التربية والتعليم السابق «الهلالي الشربيني»، أعلنت صفحة شاومينج على فيس بوك الحرب -مبكرًا- على وزير التعليم الجديد طارق شوقي، في أول مواجهة بينهما في امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي.

ومع بداية امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي، في التاسعة صباح أمس الأربعاء نشرت صفحة «شاومينج بيغشش طلاب الثانوية» ورقة امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوي بإدارة أبوالنمرس التعليمية بمحافظة الجيزة.

وكشف أخيرًا، سعيد عبد الله، عن الشخص الذي تسبب في تسريب امتحان مادة اللغة العربية، أنه يعمل مستشارًا تعليميًا بالمدرسة، وأن مدير المدرسة هو الذي قام بتعيينه.

واتضحت تفاصيل عملية التسريب، بأنه قام بتصوير ورقة الأسئلة في تمام الساعة 10.21 صباحًا، وأرسلها إلى إحدى الصفحات المتخصصة في تداول أوراق امتحانات الثانوية، ثم هرب بعد ذلك من المدرسة، لافتًا إلى أنه فعل ذلك كنوع من أنواع الضغط على إدارة الأزمة؛ من أجل حل مشكلة الطلاب الذين تم منعهم من دخول الامتحان صباح أمس؛ نظرًا لعدم استيفاء الأوراق الخاصة بهم.

وبعد تلك الواقعة، وجهت صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» رسالة إلى وزارة التربية والتعليم، بعد خروج امتحانات العربي للصف الأول الثانوي من محافظة الجيزة قائلة: «الامتحانات اللي بتنزل دي قرصة ودن ليكم».
الجريدة الرسمية