رئيس التحرير
عصام كامل

منظمة هشومير يوش، قصة تنظيم صهيوني مسلح عاد للظهور بعد 115 عاما

أعضاء منظمة هشومير،
أعضاء منظمة هشومير، فيتو

نقل موقع "والا" العبري، عن مسئولين أمريكيين قولهم: إن واشنطن ستعلن عقوبات ضد منظمة هشومير يوش الإسرائيلية (هاشومير) لدعمها عنف المستوطنين بالضفة الغربية.

 

أمريكا تدرس فرض عقوبات على منظمة هشومير يوش

وأوضح الموقع الموقع العبري، أن منظمة هشومير يوش - هاشومير- تمولها في السنوات الأخيرة الحكومة الإسرائيلية وتضم أعضاء من حزبي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

ومنظمة (هشومير) أو (هاشومير) أي الحارس، وهي منظمة صهيونية تأسست عام 1909 على يد مجموعة من المهاجرين اليهود الذين أخذوا على عاتقهم حراسة المستوطنات وإدخال أُسس الدفاع عن النفس.

تاريخ تأسيس منظمة هشومير الصهيونية في فلسطين 

 ومؤسسو هذه المنظمة كانوا أعضاءً في تنظيم (بارغيورا) الذي تأسس العام 1908 لأهداف الحراسة والعمل المسلح، عملت هشومير، بصورة سرية في مجال الحراسة وحماية المستوطنات اليهودية في الجليل، ثم في أنحاء فلسطين الأخرى، وتطور عمل هذه المنظمة مع مرور الزمن ليتعدى مسألة الحراسة والحماية إلى مجال العمل الفعلي في الأرض والحِرَف وتطوير الحركة الاستيطانية، فأقام أعضاء من هذا التنظيم مستوطنات في الجليل ومرج ابن عامر مثل تل عدشيم وكفار جلعادي وغيرها.

 

تعرضت منظمة هشومير للمطاردة والملاحقة من قبل السلطات العسكرية والسياسية التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ووصلت الملاحقة إلى أوجها عندما جرى افتضاح "شبكة التجسس نيلي"، حيث اعتقلت السلطات التركية اثني عشر عضوًا من منظمة "هشومير" إضافة إلى أعضاء من "نيلي".

 

واعتقد كثيرون من اليهود أنّه لم تعد هناك حاجة لوجود تنظيم عسكري كهذا بعد وقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، لأنها - أي بريطانيا- ستقوم بمهام الحراسة على المستوطنات والمصالح اليهودية في فلسطين، إلا أن الموقف تغير، وفق الرواية الصهيونية، بعد وقوع ثورة 1920 في فلسطين، حيث عمد زعماء الحركة الصهيونية والييشوف في فلسطين إلى منظمة "هشومير" واقامة تنظيم أوسع قاعدة وأكبر عددًا وأكثر تسلحًا، وعُرف هذا التنظيم بمنظمة "الهاغاناه".

الفكر الصهيوني ساهم في تأسيس منظمة هشومير

وحسب دورية "رؤية" التركية للأبحاث، تنامى الفكر الصهيوني في أوساط التجمعات اليهودية في أوروبا منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث ظهر مفكرون صهاينة أمثال: يهودا القلعي (1798-1878)، وموسى حيس (1812-1875)، وآحاد هعام (1856-1927)؛ يدعون إلى التحرر الذاتي وإقامة دولة خاصة باليهود.

 

واستفاد دعاة الصهيونية وروادها أمثال: تيودور هرتزل (1860-1904)، وزئيف جابوتينسكي (1880-1940) من ذلك الفكر، ومن الظروف الصعبة وحالة التمييز العرقي التي كان يتعرض لها يهود أوروبا، وعُرفت تلك الفترة باسم "المشكلة اليهودية". فجرى المضى في مساعي عملية البحث عن أرض يجمعون فيها اليهود من مختلف دول العالم من أجل إقامة الدولة التي يحلمون بها.

المستوطنين، فيتو

كانت أرض فلسطين من أهم الخيارات التي سعى عدد من الصهاينة من أجل جعلها مقصدًا ليهود العالم، حيث تحظى فلسطين بأهمية دينية وتاريخية، إلى جانب ميزات موقعها الجغرافي ومكانتها السياسية. كما أن الصهاينة كانوا يعتقدون أن بإمكانهم الحصول على موافقة للاستحواذ على فلسطين من السلطات العثمانية التي كانت تعيش في حالة من الضعف والفوضى. استفاد الصهاينة من تغيير قناعات القوى الاستعمارية تجاه مصير الدولة العثمانية عقب تنامي حالة الضعف والفوضى التي عُرِفت في تلك الفترة باسم "المسألة الشرقية".

 

عمل الصهاينة على تطوير علاقاتهم بالقوى الاستعمارية، وعلى رأسها بريطانيا التي طمحت للاستحواذ على مزيد من الممتلكات العثمانية عقب احتلالها مصر سنة 1882. قام الصهاينة بحشد طاقاتهم في مؤتمر الصهيونية الأول سنة 1897 من أجل تقديم رؤية لحل "المشكلة اليهودية" وفقًا لصيغة تقبل بها الدول الاستعمارية، وتضمن لهم إقامة دولة يهودية في فلسطين. نتج عن المؤتمر الإعلان عن تأسيس المنظمة الصهيونية، والتحرك بشكل علني من أجل دعم هجرة اليهود إلى فلسطين واستيطانهم فيها، إلى جانب العمل على تجهيز البنى التحتية اللازمة لإقامة الدولة اليهودية عندما تكون الظروف الدولية سانحة.

دور الدول الغربية في تأسيس المنظمات الصهيونية المسلحة 

تلاقت المصالح الصهيونية مع مصالح الدول الاستعمارية التي كانت تتطلع إلى فلسطين وعموم الأراضي العثمانية، ومن أجل ذلك سخّرت الدول الغربية جميع الإمكانات اللازمة لدعم الأنشطة اليهودية والصهيونية المختلفة في فلسطين، وهذا جعل قناصل الدول الأوروبية في فلسطين يتدخلون في الشؤون المحلية لمصلحة اليهود؛ بحجة حماية مصالح رعاياهم. كما جرى منح يهود فلسطين امتيازات خاصة وفقًا للاتفاقيات التي كانت تفرضها الدول الاستعمارية على الدولة العثمانية. وجاء الدعم الأوروبي الأكبر للمشروع الصهيوني عبر دعم عمليات الهجرة والاستيطان التي نظمها الصهاينة. إلى جانب ذلك جرى دعم الاستيطان اليهودي من خلال المساعدة في توفير مقومات الاستيطان، مثل شراء الأراضي بطرق ملتوية، وإقامة المدارس الخاصة، وتوفير الحماية القانونية اللازمة.

اقرأ أيضا:

تهدف للتوسع في مصر، تقارير عبرية تكشف أسرار منظمة الجهاد اليهودي

وعملية تمكن الصهاينة من تنفيذ عمليات الهجرة، وبناء العديد من المستوطنات في فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 1882-1918م. بل إنهم ابتدعوا أساليب مختلفة من أجل الاستيلاء على الأراضي في فلسطين، كان من أبرزها: الشراء غير المباشر بواسطة السماسرة، استغلال فساد القوانين والقضاء في الضغط على ملّاك الأراضي للاضطرار لبيعها، ووضع اليد على الأراضي الغائب أصحابها باستخدام القوة، وشكلت إدارة مركزية لمتابعة الشئون العامة للتجمعات اليهودية الاستيطانية في فلسطين عرفت باسم الـ Yishuv (يشوف).

 

وتابعت الدراسة التركية، بالرغم من اعتناء قسم من يهود كل مستوطنة بالأعمال الأمنية إلا أنه لم تتشكل خلال فترة قدوم المهاجرين اليهود في الموجة الأولى ما بين سنوات 1882-1903 أيّ منظمات حراسة أو أمن يهودية خاصة، بل اقتصر الأمر على اكتفاء مجموعات صغيرة داخل كل مستوطنة بالاهتمام بالمشكلات الأمنية. وكان المستوطنون مضطرين للجوء إلى الحراس العرب والشركس من أجل الحراسة الليلية. ومع ذلك كانت قد جرت أكثر من محاولة لتأسيس تشكيلات تختص بالأمن أو الحراسة خلال بدايات الهجرة اليهودية، إلا أنها لم تستمر.

تاريخ الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة 

دفع تطور منظومة البنى التحتية اليهودية في فلسطين إلى جانب توافد أفراد موجة الهجرة اليهودية الثانية ما بين سنوات 1904-1914؛ منظمة مثل بيلو الصهيونية إلى التوجه نحو العمل الأمني وأنشطة الحماية منذ سنة 1904. لم تتمكن بيلو من تشكيل جسم أمني مستقل، كما أنها لم تنشط بوصفها منظمة في إطار إقليمي يتعدى حدود المستوطنات التي يعمل فيها أعضاء المنظمة. 

 

فيما انتزعت مجموعة من القادة الصهاينة قرارًا سياسيًّا من المؤتمر الصهيوني الثامن سنة 1907 من أجل تأسيس منظمة سرية تختصّ بالعمل الأمني في فلسطين. عُرِفت المنظمة باسم بار جيورا (Bar Giora) ومثَّلت أول تجمّع مسلح للحراس والعمال الصهاينة في فلسطين من دون أن تأخذ أيّشرعية من الإدارة العثمانية. 

وبالرغم مما أنجزته بار جيورا في تأسيس نواة للعمل الأمني والعسكري اليهودي إلا أن عددًا من المشكلات التي ظهرت في مجال الحراسة بالذات أدت إلى توجه قيادة المنظمة لإنشاء منظمة مسلحة متخصصة في مجال الحراس. 

مهدت تلك الظروف الطريق لتأسيس منظمة هشومير لتمثل نقابة عامة للحراسة اليهودية في فلسطين، ولكي يتمكن الصهاينة من مأسسة عمل الحراسة بشكل معلن، فيتمكنوا من تنفيذ مختلف الأنشطة السرية والمسلحة تحت هذا العمل من دون إثارة المشكلات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

 

 

الجريدة الرسمية