رئيس التحرير
عصام كامل

فلتصمتوا إلى الأبد، ننشر مقال الكاتبة داليا جمال الممنوع من النشر فى أخبار اليوم

داليا جمال، فيتو
داليا جمال، فيتو

منعت صحيفة أخبار اليوم مجددا، مقال الكاتبة الصحفية داليا جمال من النشر،  وتلك ليست المرة الأولى وعلى ما يبدو أنها لن تكون الأخيرة، ولأسباب غير معلومة باتت حروف الزميلة المعروفة بكتابتها الرصينة محجوبة.

 داليا جمال لم تكن يوما محسوبة على جماعات أو تيارات ولا حتى تتبنى أيديولوجيات، لكن المنع من النشر فى بيتها «أخبار اليوم» بات عقابها الدائم لأسابيع متتالية على جريمة غير معلومة.. المثير فى الأمر أن مقال الكاتبة الأخير الذي لحق بقائمة المنع لم تتطرق سطوره لقائمة الممنوعات المهنية والأخلاقية التي تمنح الحق لصاحب «صك حق النشر» فى المنع.. وهو ما يتضح من سطور المقال التالية.

أما قبل بقلم/ داليا جمال 

فلتصمتوا إلى الأبد

حالة من الذهول انتابتني وأنا أري بعيني وأسمع بأذني فيديو لأحد الشيوخ المودرن والمعروف بإثارته الدائمة للجدل بموضوعاته المختارة لهذا الهدف، حيث فوجئت به يقول إن الرق ليس جريمة !! أي أن امتلاك العبيد وجلبهم وسلب حرية إنسان ليست جريمة وليست مكروهة !! والأدهى والأمر أنه يقول إن العبودية فيها منافع من وجهة نظر جنابه !!

 

لا أتخيل أننا في هذه الحقبة الزمنية من تاريخ الحضارة والبشرية، وبعدما حارب الإسلام تجارة الرقيق وكان شراء العبيد وإعتاقهم ومنحهم حريتهم من أكبر الأعمال الطيبة التي بتقرب بها العبد من ربه في صدر الإسلام..

 

 وعلمونا في المدارس وفي كتب السيرة كيف أنفق أبوبكر الصديق رضي الله عنه أمواله في شراء الرقيق من مواليهم ليعتقهم لوجه الله، 

 

وبعد هذا التاريخ بأكثر من ألف ومائتي عام أصبحت مفخرة أمريكا وأهلها هي حربهم ضد تجارة العبيد ونظام الرق والعبودية الذي انتهجه الغرب قديما ضد أبناء إفريقيا، بعد حرب ضروس توحدت علي أثرها كل ولايات أمريكا..

 

لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية بلد الحريات، ورغم كل ما سبق من احداث يطول شرحها وتاريخ يشهد عليه العالم ، يخرج علينا مثل هذا الداعية ليقول إن الرق ليس مكروها !! 

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين دور مشيخة الأزهر من الرد علي مثل هذه الأقاويل التي لا يراد من ورائها خيرا !! 

 

وما هو الداعي لإثارة مثل هذه القضايا العجيبة التي كانت عادة وثنية انتهت منذ مئات السنين!

 

 وما هو الهدف من إعادة فتح هذه الأحاديث التي لم تعد تناسب عصرنا !! والتي لا ينتج عنها إلا تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، لأن حديث مثل هذا الداعية لا بفسر الا أنه دعوة للعودة إلي زمن الرقيق، ومنح إشارة خضراء لعصابات الاتجار بالبشر، مما يهدد بارتفاع نسبة جرائم خطف الأطفال والقصر، لبيعهم وشرائهم ليصبحوا عبيدا، بدعوى أنها تجارة حلال بناء علي فتوي 'شيخ الغفلة " ! 

والسؤال الأكثر إلحاحا..لماذا الصمت على فتاوى هذا الداعية وغيره من مثيري الجدل بفتاوى غريبة وشاذة لا يقبلها عقل ولا دين، ولماذا يسمح لهم بالظهور في وسائل الإعلام أو بالفتوى علي صفحات التواصل واليوتيوب، ولماذا لا نسمع عن إيقاف مثل هؤلاء المتفننين في إثارة الفتن، والإساءة الي الدين الإسلامي بلا رادع أو موقف حاسم يوقف هذه المهزلة ويقول لهم اصمتوا إلي الأبد !!

الجريدة الرسمية