رئيس التحرير
عصام كامل

متى يعود الاحترام للتعليم الفني!


إعادة الاحترام للتعليم الفني أول واجبات الوقت، وينبغي أن ترصد له الحكومة مخصصات كافية للنهوض به، ووضعه على خريطة العالمية، وإعطائه أولوية في الموازنة العامة، فضلا عن معاملة خريجيه بصورة لائقة، كما يحدث في العالم المتقدم، الذي يمنح مثل هؤلاء الفنيين المهرة رواتب وأجوراَ أعلى من نظرائهم خريجي التعليم العام، فالاستثمار في العمالة الفنية هو استثمار مربح على المدى القريب والبعيد.


وإذا كانت الحكومة تحارب أكثر من معركة، بدءًا بالإرهاب، مرورًا بتلبية الاحتياجات وصولًا للتنمية الشاملة، فإن التحدي الأكبر هو الحصول على ثقة الشعب، والتي لن تتحقق إلا إذا عملت تلك الحكومة عملًا صالحًا ينهض بحياة المواطنين، خصوصًا الكادحين والمعدمين والطبقة الوسطى.. وإذا كانت الإصلاحات الاقتصادية ضرورية لا مفر منها فإن حماية الفقراء فريضة لا مناص عنها.

ندرك أن التحديات صعبة، والمشوار لا يزال طويلًا كما تحدث رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل مرارًا وتكرارًا.. لكن إذا لم تحقق الحكومة الحد الأدنى من مطالب الناس فلن يستشعر المواطن حالة رضا عن أدائها، وهو ما ينبغي أن تسارع الحكومة إلى احتوائه بالسيطرة على الأسعار وخفضها وتحقيق الإشباع وتوفير الموارد بطرق غير تقليدية لا يتحمل المواطن فيها أعباء جديدة..

وعليها أن تعترف بشجاعة بأن بعض دوائرها المترهلة بالروتين والبيروقراطية والفساد الإداري جزء من أزمة المواطن، فلا يزال هناك طائفة من الموظفين البيروقراطيين يعوقون تحول مصر إلى حال أفضل ويخشون النجاح والإصلاح وتجاوز الكابوس الاقتصادي وهؤلاء يجعلون مهمة من يتعامل مع أجهزة الحكومة قطعة من العذاب إن لم تكن مستحيلة بل إن أمثال هؤلاء يتسببون في كراهية المواطن للحكومة.. فكثرة الأيدي تفسد الطعام كما يقول المثل.. وتعدد المصالح والأجهزة يعقد مهمة إقامة المشروعات ويجعل أي مشروع يصل إلى مرحلة الشيخوخة قبل أن يولد..

فمتى يكون لدينا وزارة واحدة أو جهة واحدة تتولى التعامل مع المستثمرين سواء في منح التراخيص أو الأراضي اللازمة للمشروعات المطلوبة للدولة، ومتى يجد المواطن جهة واحدة تتولى إنجاز مهمته في استخراج ما يشاء من وثائق وشهادات؟ ومتى تتحقق الميكنة الكاملة للجهاز الإداري ويتوقف الفساد وإهدار الوقت والجهد.. وقبله إزهاق أمل المواطن أن يعيش في وطن يحترم آدميته وحكومة مهمتها إراحته وتيسير أموره وليس التنغيص عليه وتحويل حياته إلى قطعة من العذاب؟!

الجريدة الرسمية