رئيس التحرير
عصام كامل

الانتحار أقصر الطرق لمواجهة الفقر..4250 حالة سنويًا.. تقارير تسجل 44 حادثة بين الأطفال في عام.. خبير نفسي: تعددت الأسباب والانتحار واحد.. الفقر والبطالة واليأس أهمها

فيتو

فقر وبطالة ويأس من الحياة ثم انتحار، عبارات تلخص حياة المواطن المصرى البسيط، على خلاف الوضع في دولة عربية أو أوربية حيث ينتحر المواطن في الدول الأخرى بسبب الملل من حياة الرفاهية، أما في مصر فيختلف الحال كثيرًا، تجد الشاب يبدأ بالنهاية ويقرر الموت إما شنقًا أو حرقا لينهي سلسلة حياته التي لم تبدأ بعد، حيث يعتبر الانتحار أقصر الطرق لمواجهة شبح الفقر الملازم له.


4200 حالة انتحار سنويا
وفي هذا السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن معدلات الانتحار تفاقمت إلى 4200 حالة سنويًا، مشيرةً إلى أن 45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مرجعة تلك الظاهرة إلى انتشار الفقر والبطالة في المجتمع المصري.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم ووزارة الداخلية في مصر أن عدد المنتحرين سنويا تجاوز 4250 منتحرا أغلبهم ما يترواح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر، احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.

معدل الانتحار
وكشفت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات -وهي منظمة مستقلة غير حكومية- في تقرير عن تزايد حالات الانتحار في مصر خلال العام الجاري..

بينما رصد "دفتر أحوال مصر"، مبادرة مجتمع مدني، 189 حالة انتحار، منذ بدء 2015، وحتى نوفمبر 2015، موزعين على جميع محافظات الجمهورية، عدا محافظتي جنوب سيناء والوادي الجديد، بينهم 128 من الذكور و36 من الإناث.

وجاءت أغلب حالات الانتحار من بين الشباب، فقد تم تسجيل 30 حالة انتحار لشباب في العقد الثاني من العُمر، و54 في العقد الثالث، و24 في العقد الرابع، بالإضافة إلى 9 شباب آخرين لم يتم تحديد أعمارهم، بينما جاء العقدان الخامس والسادس بـ16 و9 حالات انتحار على الترتيب، وهناك 20 حالة أخرى غير مُحددة العمر.

بينما شهد شهر يوليو 9 حالات انتحار، فيما شهد أغسطس وسبتمبر 15 حالة انتحار، الأمر الذي ينذر بالقلق من عودة شهر الانتحار الجماعي من جديد، وخاصة انتحار الأطفال.

انتحار الأطفال
كما أصدرت "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة"، تقريرها الأخير بعنوان "دقوا ناقوس الخطر... ماذا بعد انتحار الأطفال؟!، حيث قالت المؤسسة في التقرير إنها وثقت 44 حالة انتحار أطفال، خلال عام 2015، حتى منتصف نوفمبر، تنوعت أسبابها بين النفسية والأسرية والاقتصادية والصحية.

وأشارت المنظمة إلى أن نسبة الذكور في حالات الانتحار التي رصدتها المؤسسة تجاوزت نسبة الإناث، إذ بلغ الذكور 52%، والإناث 48%، وسجلت الفئة العمرية من 16 إلى 18 عاما أعلى عدد حالات انتحار، بواقع 25 حالة، تليها الفئة العمرية من 11 إلى 15 عاما، بواقع 17 حالة، بحسب المؤسسة.

حالات انتحار
ومن أبرز حالات الانتحار ما شهدته قرية "أبو شاهين" التابعة لقسم أول المحلة الكبرى، في أغسطس 2015، من حادث مأسوي أثار حزن أهالي المنطقة، وذلك عندما اقدم حداد مسلح، 45 عاما على الانتحار شنقا في غرفته ليأسه من توفير نفقات نجله التلميذ بالمرحلة الاعدادية والمريض بالسرطان.

وفي نوفمبر2015 أقدمت طفلة تبلغ من العمر 14 عاما، بإلقاء نفسها في مياه نهر النيل بمنطقة القناطر بالقليوبية، شمال القاهرة، حيث لقيت مصرعها غرقا، دون معرفة سبب انتحارها.

وفي يناير 2015، انتحر "ممدوح مرجان- 32 سنة" من مدينة أبو كبير بالشرقية ولفظ أنفاسه الأخيرة ‏وهو معلق بحبل داخل غرفته بمنزله، بسبب عدم قدرته على الإنفاق على أسرته الأمر الذي أدى إلى انفصاله عن زوجته.

أسباب الانتحار
ويرجع أحمد عبد الله، الخبير النفسي، أن كل أسباب الانتحار متواجدة في مصر، فالانتحار هو نوع من أنواع العنف، لكنه موجه ضد النفس، مشيرًا إلى أن أسباب الانتحار تبدأ من التلوث مرورا بالضوائق الاقتصادية، ووصولا إلى القمع وكبت الحريات".

وأضاف عبد الله، أنه لا توجد حالة انتحار لها سبب واحد، ولكن الإحباط الشديد لدى الشباب، بسبب ركود الاقتصاد وتعثر الحياة السياسية، وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني تعد أبرز الأسباب.
الجريدة الرسمية