رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بالفتح المبين؟، الشيخ محمد سيد طنطاوي يجيب

الشيخ محمد سيد طنطاوي،
الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيتو

سورة الفتح، تناول الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة الفتح، مسألة البشرى من الله عز وجل بالفتح للمسلمين، كما أوضح ما هو الفتح المبين المقصود في الآية الكريمة.

 

سورة الفتح الآية 1


قال تعالى: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا».

سورة الفتح الآية 1

تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 1 من سورة الفتح


قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: افتتحت سورة «الفتح» بهذه البشارات السامية، والمدائح العالية للنبي صلّى الله عليه وسلّم افتتحت بقوله- تعالى-: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا»، والفتح في الأصل: إزالة الإغلاق عن الشيء.. وفتح البلد: المقصود به الظفر به، ووقوعه تحت سيطرة الفاتح، والذي عليه المحققون من العلماء أن المراد بالفتح هنا: صلح الحديبية وما ترتب عليه من خيرات كثيرة، ومنافع جمة للمسلمين، ويشهد لذلك أحاديث متعددة منها: ما أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي عن ابن مسعود قال: أقبلنا من الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان قد خرج إليها صلّى الله عليه وسلّم يوم الاثنين هلال ذي القعدة، فأقام بها بضعة عشر يوما، ثم قفل راجعا إلى المدينة، فبينما نحن نسير إلى المدينة إذ أتاه الوحى- وكان إذا أتاه اشتد عليه- فسرى عنه وبه من السرور ما شاء الله، فأخبرنا أنه أنزل عليه: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا».

 

صلح الحديبية


وأضاف الشيخ طنطاوي: وروى الإمام أحمد وأبو داود عن مجمع بن جارية الأوسى قال: شهدنا الحديبية، فلما انصرفنا منها وجدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واقفا عند كراع الغميم- موضع بين مكة والمدينة- وقد جمع الناس وقرأ عليهم: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا الآيات، فقال رجل: يا رسول الله، أو فتح هو؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: أي والذي نفسي بيده إنه لفتح، ويرى بعضهم: أن المراد بالفتح هنا: فتح مكة، والتعبير عنه بالماضي في قوله: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لتحقق الوقوع، فهو من قبيل قوله- تعالى-: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ... ويبدو لنا أن المراد بالفتح هنا صلح الحديبية لوجود الآثار الصحيحة التي تشهد لذلك، ولأن هذا الصلح قد ترتب عليه من المنافع للدعوة الإسلامية ما يجعله من أعظم الفتوح، إن لم يكن أعظمها، لقد ترتب عليه أن انتشر الأمان بين المسلمين والمشركين، فاستطاع المسلمون أن ينشروا دعوة الحق في مكة وفي غيرها، كما استطاعوا أن ينتقلوا من مكان إلى آخر للتبشير بدينهم، فترتب على ذلك أن دخل في الإسلام عدد كبير من الناس.

 

وأكمل طنطاوي: قال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين، فسمعوا كلامهم، وتمكن الإسلام من قلوبهم، وأسلم خلق كثير، وكثر بهم سواد الإسلام، قال ابن هشام: والدليل على صحة قول الزهري، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة من أصحابه ثم خرج إلى مكة في عام الفتح- بعد ذلك بسنتين- في عشرة آلاف من أصحابه، وقد أكد- سبحانه- هذا الفتح بثلاثة أنواع من المؤكدات، وهي «إن» والمصدر «فتحا» والوصف «مبينا» وذلك للمسارعة إلى تبشير المؤمنين بتحقق هذا الفتح، ولإدخال السرور على قلوبهم، بعد تلك الشروط التي اشتمل عليها الصلح، والتي ظنها بعضهم أن فيها إجحافا بالمسلمين، وأسند- سبحانه- الفعل إلى نون العظمة فَتَحْنا لتفخيم شأن المخبر- عز وجل- وعلو شأن المخبر عنه وهو الفتح، وقدم- سبحانه- الجار والمجرور لَكَ على المفعول المطلق فَتْحًا للاهتمام وللإشعار بأن ذلك الفتح كان من أجله صلّى الله عليه وسلّم وفي ذلك ما فيه من تعظيم أمره صلّى الله عليه وسلّم ومن وجوب طاعته، والامتثال لأمره.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية