رئيس التحرير
عصام كامل

التغيير الذي يريده الناس!!


الناس تتوق إلى تغيير يعيد إليهم الأمل في إصلاح ما أفسده البعض.. تغيير يعيد للمجتمع تماسكه وإيمانه بدولة القانون.. وللشارع انضباطه وتوازنه.. تغيير يضبط الأسعار ويواجه الاحتكار والجشع والغش والتلاعب بأقوات البسطاء.. وللحق فقد تحقق شىء من ذلك، ويحدونا الأمل في الاستمرار حتى يتم تصويب المسار وتطهير المجتمع من جرثومة الفساد.


والسؤال: كيف يتحقق التغيير والإصلاح من دون تعليم صالح ؟ وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته لشباب الجامعات.. وهو يدرك أن استعادة مصر لعافيتها لن تتم إلا عبر تنمية البشر والارتقاء بهم صحيًا وتعليميًا.. ولو أننا فعلنا ذلك منذ سنوات بعيدة ما وصلنا لهذا الحال المتردي وما وجدنا أخطاء قاتلة وإهمالًا جسيمًا في منظومة الصحة وتراجعًا هائلًا في المستوى العلمي للخريجين وبطالة متزايدة وهجرة غير شرعية تحصد أرواح الأبرياء وأجورًا متدنية ووقفات احتجاجية وإهدارًا هائلًا لطاقة شباب يمثلون نحو 60 % من تعداد السكان.. والنتيجة أنه لا الدولة استفادة منهم ولا الشباب يثقون في الحكومة وأرقامها واتسعت الفجوة بين الجانبين وهو التحدي الأكبر أمام الحكومة في تلك المرحلة.

ما ظهر إلى سطح الأحداث من قضايا فساد وسجال حولها يؤكد حاجتنا الماسة لإعادة النظر في أمور كثيرة ينبغي على الحكومة مراجعتها وتقييم التجارب السابقة، ومنها مثلًا تجربة الوزراء رجال الأعمال والتكنوقراط والنواب الوزراء والنواب رجال الأعمال أو المتسترين بالدين ورجال الأعمال أصحاب وسائل الإعلام.. وكيف أضرت هذه الظواهر بالمجتمع وأحدثت شرخًا في جبهته الداخلية وباعدت بين فئاته.. وكيف اختلطت مصالح هؤلاء وتقاطعت مع مصلحة الوطن وكيف طغى النفوذ والسلطة.. وكيف نضمن عدم تكرار مثل هذه النماذج، وحتى لو ترك هؤلاء المسئولون شركاتهم وأعمالهم لأبنائهم أو أقاربهم فكيف نمنع وصول نفوذ هؤلاء إلى من خلفهم وكيف نمنع تأثير الامتيازات والمكاسب على مصالح البلاد والمواطن الغلبان..؟!
الجريدة الرسمية